بِالْفَجْرِ خَبَّأْتُ الحُسَامَ
فَخَبَّأَتْنِي الشَّمْسُ
في شَفَقِ الْغَمامْ!
فِي الْلَّيْلِ
أَحْكَمْتُ الزِّمَامَ
فشاركَتْنِي الطَّيْرُ
في سُرُرِ النَّعَامْ!
كُلَّمَا أَبْصَرْتُ
نَجْمًا ثاقباً
أرْشُفُ الكَأْسَ
عَلى نَخْبِ الإمَامْ!
رُبَّما يَبْعَثُهُ الوَالِي إماماً
لِيَؤُمَّ النَّاسَ مُخْتالاً
عَلى وَقْعِ السِّهَامْ !
إبْتَنَى الهُدْهُدُ عشًّاً
زارَني في الْلّيْلِ
سِرْبٌ مِنْ حَمَامْ!
قُلْتُ للنَّوْرَسِ هَمْسًا:
صَادَرَ الوَالِي
خِطَاباتِ الغَرَامْ!
ضَحِكَ الطَّاؤُوسُ
مِنْ ريشِي وَأهْدَانِي
ريُوشًـا كَيْ انَامْ!
رُبَّمَا يَبْعَثُ الوَالِي
جُنُودًا لَنْ تَرَانِي
طَالَما ابْدُو
كَذَرَّاتِ الرُّكَامْ !
اِسْقِنِي يَا صَاحِ رَاحًـا
كَيْ أقيمَ الْلَّيْلَ كَالعتْمُورِ
مُتَّكِئاً عَلَى وَرْدِ الظَّلامْ!
يَا وَيْحَ وَالِينَا العَبُوسِ
يَا وَيْلَهُ إنِّي رَحَلْتُ
معَ الطُّيُورِ النَّائحَاتِ
إلى مَدَارَاتِ الْحَمَامْ!
إنِّي تَخَيَّرْتُ الكَلامَ
إنِّي أَنَرْتُ رُبَى الظَّلامِ
إنَّنِي صِرْتُ مَليكًا للْحَمَامْ!
بَايَعَتْنِي الطَّيْرُ ،
أسْرَابُ الْقَطَـا،
وَالعصَافيرُ تَغَنَّتْ
بِأنَاشيدِ القِيَامْ!
بَارَكَتْنِي القُبُّرَاتُ ،
وَدَعَانِي طَائرُ الفِينيقِ
اقْضِي العُمرَ مَحْمُولاً
بِأشْرِعَةِ السِّهَـامْ !
إنَّنِي صِرْتُ
مَليكًا للْحَمَامْ
إنَّنِي صِرْتُ
رَسُولاً للسَّلامْ !
الخرطوم ١٠ اكتوبر ٢٠٢٠