قبل ان نقول شيئاً دعونا نهنيء كل الذين وقفوا ضد ثورة ديسمبر العظيمة من كل الاتجاهات على هذا الإنجاز العظيم، الذي وصل إلى قمته، ونجحوا في خنق الثورة تماماًَ، وخنق الشعب وثوار ديسمبر بطريقة لم يتخيلها أكثر المتفائلين منهم .
ووصلوا إلى قمة تراجيديا أحزان الثورة بالتوقيع على كارثة جوبا، التي أسموها زوراً وبهتاناً باتفاقية سلام جوبا، التي اعطت دارفور كل شيئاً، وحرمت باقي السودان من كل شيء الا من بعض فتات الموائد منحت لجبال النوبة والنيل الأزرق .
ومن البديهي ان نسأل هنا سؤالين .. الأول: من هو المسؤول عما وصل إليه الحال من هذا التردي المريع سياسياً واقتصادياً وأمنياً
والسؤال الثاني: هل فعلا ماتت الثورة ودفنت؟
للاجابة عن السؤال الأول: من المسؤول عن هذا الخراب الذي ضرب كل مناحي الحياة؟الكل يسارع، ويحمل المسؤولية لجهتين .. المكون العسكري وأركان النظام السابق، او بمعني اكثر دقة العساكر والكيزان .. الكل يرمي باللائمة على الجهتين المذكورتين ..
أما العبد لله فيحملها مباشرة لحمدوك وانصاف الوزراء الذين اخترناهم لتسيير دفة أمور الثورة والطابور الخامس من المدنيين داخل مجلس السيادة الذين باعوا السودان بثمن بخس للحركات المسلحة .. هؤلاء هم من اضاعوا الثورة وجعلوها تبرك على الأرض لا مكون عسكري ولا كيزان ولا يحزنون .
الاختيار الخاطيء للطاقم الوزاري . أتينا بوزراء أقل قامة من أقل ثائر في اعتصام القيادة .. وزراء لا يملكون أي شيء ليقدموه للثورة والذين كانوا يملكون القدرة والرغبة والثورية تم إبعادهم منذ البداية، مثل: دكتور أكرم التوم واحتفظنا بوزراء يتم ( بشتنتهم) وتعريتهم وتسفيه كلامهم وعلى الملأ وامام شاشات تلفزيونات العالم كما حدث للوزير مدني من حميدتي! لو كنا اخترنا أقل ثائر من ثوار ديسمبر الحقيقيين لكان وقف أمام المنصة وخطف المايكرفون من حميدتي وقال له: ( انت وجيشك المسؤول عن كل هذا الخراب الذي ضرب أوصال الدولة)، ولكن عندما اخترنا شخصاً ضعيفاً متهافتاً على كرسى الوزارة .. كانت هذه النتيجة المزرية من الإحباط والمسكنة والبهدلة.
ومدني ليس استثناءً فمعظم وزرائنا أقل من قامة ثورتنا أمثال بنت البوشي ودكتورة هبة ووزير الحكم الاتحادي الذي اختفى ولم نعد نسمع حتى اسمه و……… و………و…….إلى اخر وزراء الغفلة، وقد نستثني منهم بعض الوزراء الذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة .
هؤلاء هم من أضاعوا الثورة فلا تبحثوا عن شماعات اخرى لتعليق خطأ اختيارنا .
والإجابة عن السؤال الثاني: هل ماتت الثورة؟ لم ولن تموت وستظل جذوتها متقدة في صدور من فجروها .. ثورة ديسمبر لم يأتي بها الفكي او التعايشي او الكباشي او حمدوك او الجبهة الثورية او كوش او الجكومي او التوم هجو هؤلاء هم من خطفوها ولكن الذين فجروها هم الشباب هم صناعها وهم حراسها .
دعوتي الصادقة من هنا الى كل لجان المقاومة في كل أصقاع السودان ولجان التغيير .. لا تتركوا أي مساحة لليأس داخل صدوركم. هذه ثورتكم وأنتم حراسها . أعيدوا رص صفوفكم ولا تستسلموا مهما كانت العقبات. الأمل كل الأمل فيكم أنتم فقط، ولا أحد غيركم. لا تقنطوا، ولا تيأسوا، فالقادم بوجودكم أنتم هو الأحلى والأنضر.