نظم مركز راشد دياب للفنون برعاية شركة سكر كنانة المحدودة منتداه الدوري بعنوان “الكورونا والسلوك الاجتماعي” تحدث فيه كل من الدكتورة نازك الطيب عميد كلية الصحة جامعة الخرطوم، والدكتورة سمية أزرق أستاذة جامعية وخبيرة في مجال الارشاد الأسري، وأحمد محمد علي من إدارة الوبائيات وزارة الصحة ولاية الخرطوم، وأدار المنتدى الإعلامي عمر محيي الدين.
تحدثت الدكتورة نازك الطيب عن تعريف الصحة العامة ومفهومها لدى الإنسان،
فقالت: “إن الصحة حالة كمال بدني وعقلي، وفيها درجة كبيرة من التأقلم مع
المحيط والبيئة، والقدرة على ممارسة الأنشطة في هذه الحياة، وكذلك العيش فيها
بصورة سعيدة”، وأضافت أن الصحة العامة تحاول ان تهتم بالعوامل المسببة للمرض
قبل حدوثه، وأكدت ان الصحة العامة مسؤولية مشتركة يساهم فيها الجميع.
وأوضحت الطيب “فيروسات
كورونا جسيمات صغيرة، تعد أصغر من الخلايا”، وذهبت إلى أن “هذه
الفيروسات في الآونة الأخيرة بدأت تظهر بأشكال جديدة مختلفة مصحوبة بأعراض حادة
تصيب الإنسان”، وكشفت “أن الفرق بين الفيروسات الجديدة والفيروسات
القديمة هي ان الفيروسات الجديدة غير معروفة حتى الآن، وكل ما قيل بشأن تعريفها لا
يخرج من إطار الفرضيات، وما تم من أبحاث توقفت فقط عند نوع السلالات مع اختلافات
طفيفة تكاد تكون متطابقة”.
وترى الطيب “أن
العالم كله الآن يقف على بعد مسافة واحدة من هذا المرض”، وذكرت أن التناول
والتنوع الغذائي له تأثيراته الكبيرة والإيجابية في هذا الفيروس وهذا ما يقلل من
الإصابة بهدا المرض، إلى جانب ارتفاع درجات حرارة الطقس”، لافتة إلى أن
الأبحاث لم تثبت أن فيروس كورونا ينتقل عن طريف التناول الغذائي، وأشارت إلى أن
الفيروس ينتقل عن طريق الإهمال، وأن كبار السن هم أكثر الفئات عرضة لهذا المرض،
ومن جهة أكدت أن الكورونا أصبحت واقعاً اجتاح كل دول العالم، وقالت: “حسب
تقرير العلماء فإن جميع سكان هذا العالم سوف يصابون بهذا الفيروس، مع اختلاف درجات
الاصابة بالمرض”.
وتوقفت الدكتورة نازك عند السلوكيات التي تحدّ من انتشار فيروس كورونا، ومن بين هذه الأسباب التهوية، والابتعاد من الأشخاص المصابين، وتبليغ السلطات المختصة في حالة ظهور أي حالة مرضية، إضافة إلى ضرورة لبس الكمامة، إلى جانب الاهتمام بالفئات المستضعفة.
وتوقفت الدكتورة
سمية أزرق عند مفهوم الرعاية والخدمة الاجتماعية واختصاصاتها، فقالت: “إن
الرعاية الاجتماعية هي مجموعة من الخدمات، الغرض منها الوصول إلى رفاهية الانسان،
وفي مقدمتها الصحة”، وربطت في سياق ذي صلة مجموعة التقاطعات ما بين صحة
الانسان والخدمة الاجتماعية، مشيرة إلى أن الخدمة الاجتماعية هي العمل الذي يقوم
به الاختصاصي الاجتماعي في المجال الصحي، وأكدت أن دوره يرتفع في حالة الوبائيات
فيصل مرحلة يتم فيها تحقيق الصحة للإنسان عن طريق عدة عوامل أهمها نشر الوعي الصحي.
أما السلوك فهو كل الأفعال التي يقوم بها
الانسان، وهو ينقسم إلى سلوك لفظي وسلوك غير لفظي يعبر عنه بالجسد، وله أنواع كثيره
منها سلوك الفعل وسلوك رد الفعل، وهو سلوك معقد مرتبط بالجوانب الاجتماعية، وقالت:
“إن هذا السلوك على مستوى الجانب الأسري انعكس على العادات والتقاليد
السودانية، فارتفعت درجة الوعي الصحي بنسبة كبيرة داخل الاوساط المجتمعية تساوى
فيها المركز مع الولايات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فانتشرت ظاهرة تناول الأكل
من المنزل، إلى جانب أن الأفراح والأتراح أُقيمت بأقل التكاليف.
أما عن مستوى المؤسسات الخدمية، فقالت: “إن كثيراً منها تم تشغيله بنسبة 30%، و50% بكفاءة عالية جداً”، وتوقعت الدكتورة سمية تغيرات إيجابية كثيرة سوف تحدث في المجتمع السوداني، وذهبت إلى أن الشعب السوداني قام بكسر القيود المتعلقة بفيروس مرض كورونا، وذلك من خلال نظرية علم النفس “العقل الباطن لا يفرق بين الحقيقة والخيال” الأمر الذي أدى إلى قلة نسبة الإصابة بالمرض عندهم، بالرغم من أن هنالك كثيراً من الحالات لم يتم تبليغ السلطات الصحية عنها، وطالبت الدكتورة سمية في ختام حديثها للحد من الأصابة بالمرض بضرورة تعزيز التقليل من المظاهر الاجتماعية الموصوفة ب “المبالغة”، إضافة إلى تعزيز التباعد بين الأفراد والمجتمعات، والاتجاه إلى الاتصالات الهاتفية أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والنظافة، إلى جانب رفع درجة الوعي بين الناس والكشف عن مخاطر هذا المرض.
وأكد أحمد محمد علي تضافر الجهود بين وزارة
الصحة ومؤسساتها وأفراد المجتمع، وذلك للحد والتقليل من الاصابة بفيروس كورونا،
وأقر بأن العلاج كان يتم داخل المؤسسات العلاجية عبر طاقم طبي متكامل، بالرغم من
أن هنالك حالات لم يكشف عنها لدى السلطات الصحية، فتم التعامل مع الحالة داخل
الوسط المجتمعي، وأوضح أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم اتجهت إلى تكوين مجموعة من
الفرق الصحية عند ظهور أول حالة مرض، وتم إنشاء مراكز للعزل تم التواصل معها على
الرقم 9090، وأكد أن هذه المراكز تعمل حتى الآن بصورة جيدة.
ويرى علي أن البيئة لها تأثيرات كبيرة في انتشار معدلات الإصابة بالمرض، نافياً وجود علاج قاطع لمرض الكورونا، وقال: “إن مكافحة هذا المرض تقوم على مدى مقاومة الجهاز المناعي داخل جسم الإنسان”، مؤكداً وجود مرض كورونا على مستوى العالم، وتوقف بالأرقام عند حالات الإصابة بالمرض في عدد من الدول، من بينها الهند التي بلغت حالات الإصابة عندها 72 ألف حالة، و477 ألف حالة بالمملكة العربية السعودية، و127 ألف حالة في مصر، بينما السودان وصلت حالات الاصابة إلى 13300 حالة إصابة.
ووصف الدكتور راشد دياب مرض الكورونا بالغموض،
ويرى أن هذا المرض ينتقل إلى الانسان بطرق مختلفة، وقال: “إن أخطر ما ينتاب
الانسان في حالة إصابته بهذا المرض هو الخوف والهلع الشديدان”، وللحدّ من
الاصابة بفيروس كورونا قدم الدكتور راشد ثلاث وصفات طبية أهمها التقليل من السلام
التقليدي عند السودانيين، وعدم الدخول في الأماكن المزدحمة، إلى جانب أهمية
التوعية بمخاطر مرض كورونا.
وختم الأمسية الفنان مجذوب أونسة الذي قدم بصوته
العذب مجموعة من أغنياته التي تفاعل معها الحضور، واستهلها بأغنية “دا ما
سلامك”، وهي واحدة من أجمل الأغنيات، ثم تبعها بأغنيات أخرى وجدت قبولاً
كبيراً لدى هذا الجمهور.