أول عملي بمجلة الرابطة، سمعتُ باعتناق صحفية بريطانية الإسلام بعد إطلاق سراحها من أفغانستان. أمر معتاد دخول الغربيات في دين الإسلام، لكن ما جعلني أنتبه لقصة إسلام (إيفون ريدلي) أنها وقعت في أسر حركة طالبان، وقالت إنها أسلمت بسبب حسن المعاملة التي وجدتها.
أجرينا حوارًا مع إيفون ريدلي في مجلة الرابطة، وذكرت لنا أن أحد مُعتقِليها عرض عليها الدخول في الإسلام فرفَضَت، فقال لها: ستقرئين القرآن، فوعدت بأن تقرأه إذا فكوها من الأسر. قالت: “كنتُ أُريد الخروج من تلك الأزمة، وقد نجحت الخدعة، إذ أطلقوا سراحي أنا ومَن معي، وبعد أن تحرَّرت قرأت القرآن ودرست الإسلام وصرت مُحبَّة له، وأسلمتُ في عام 2003م”.
تذكرتُ قصة إيفون ريدلي عندما تناقلت وسائل الإعلام خبر إطلاق رهينة فرنسية في مالي، وما كان من استقبال الرئيس الفرنسي لها، وما حدث من مفاجأة حين نزلت الطبيبة الفرنسية صوفي بيترونين (75 عاماً) من الطائرة وعلى رأسها غطاء أبيض، وسرعان ما أعلنت أنها اعتنقت الإسلام، وأن اسمها لم يعد صوفي بل مريم…
وسبق أن اعتنقت رهينة أخرى الإسلام في مايو الماضي أيضاً، وهي الإيطالية سيلفيا رومانيو، متطوّعة في منظمة إغاثة إيطالية تعمل في كينيا، بعد حوالي سنة ونصف السنة من خطفها على يد حركة الشباب الصومالية، وأعلنت أنها اعتنقت الإسلام من دون إكراه، واختارت لنفسها اسم عائشة.
تثير هذه الحوادث علامة استفهام كبيرة: ما الدافع وراء اعتناق هؤلاء النسوة الإسلام على هذا النحو ولا سيما أنهن تعاملن مع حركات توصف بالتشدد والتطرف؟
المرجح أن اكتشاف الإسلام هو السبب، ومعرفة هذا الدين هو ما دفعهن للانجذاب إليه. المسلمون في وقتنا الحاضر، ليس في أوضاعهم ما يدعو إلى انجذاب أو إعجاب!
يذكر الناس في إقليم دارفور (خديجة الألمانية) متطوِّعة أقامت في منطقة (كُتُم)، أعلنت فجأة اعتناقها الإسلام، ولما سئلت عن السبب قالت: “تفكَّرت في شعور السكينة والرضا الذي يستقبل به هؤلاء المسلمين مآسي الحرب من قتل وتشرد ودمار، وليس على ألسنتهم سوى عبارة واحدة يرددونها في يقين عجيب: الحمد لله”.