نقترب من حول كامل على رحيل توأم الروح زكريا حامد .. بسرعة تسربت من بين ايدينا، hنتزعك الموت منا يا رفيق المشاوير مع سبق الإصرار، وها هى الايام تمضى بسرعة بلا طعم.. رحلت ولم ترحل ذكرياتك..
الصحفيون يا ابو الزيك كتر خيرهم كتبوا عنك، وأقاموا لك تأبيناً يليق بك، بينما نادى الشاذلى عبد المجيد المعروف باسم – النادى النوبى فى الخرطوم سابقا – قلب لك ظهر المجن، وبخل عليك بحتة تأبين ربما خوفاً من مجىء ساخرين جدد خارجين من عباءتك ليقولوا للقوم لن تغيروا شيئاً ما دمتم عاجزين عن تغيير رئيس النادى الجالس على كرس الرئاسة منذ أكثر من ربع قرن.
لم يبق دكتاتور من معاصريه.. مات كاسترو، وتم خلع موغابى، وذهب البشير الى مزبلة التاريخ، وبقى هو متحدياً الزمان مثلما بقيت مئذنة جامع الحسين فى وادى حلفا متحدية طوفان السد العالى!!
نقتات على ميراث السخرية والفكاهة الذى تركته خلفك يا زكريا، ونأخذ منه حبة عند اللزوم يومياً لمواجهة أجواء كورونا المرعبة .. هل بلغك ان صديقك الدائم هايدروكسى كلوركوين الذى كنت تحط من قدره رفعه الرئيس الأميركى درجة عليا، وقال انه بات يبلعه.
هل تذكر يوم اجتاحتك الملاريا وأنت عائد من بورتسودان، ومشى الناس بالشائعات يقولون إن زكريا بات يهذى بعدما( طلعت ) الملاريا فى راسه، وعندما جئتك للاطمئنان عليك، انتفضت أنت ووقفت فوق السرير محاكياً طريقة نزلاء السرايا الصفراء، وسألتنى: إير ناسى؟ من أنت؟ ستبقى يا ابو الزيك صنو الروح حياً وميتاً، وعلى المستوى الشخصى سأردد مزاميرك ونوادرك كل حين .
زرنا كل سنة مرة يا ابو الزيك من فضلك!!