وصف الأمين العام لجمعيات الهلال و الصليب الاحمر الدولي الوضع الذي خلفته الفيضانات والسيول في السودان بأنه فظيع، وأن النداء الذي اطلق لاستجلاب العون الطارئ مازال لا يجد من الاستجابة ما يستحق.
واشار بيان صادر من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنيف أن الامين العام قد عاد للتو من رحلة طاف فيها بعض المناطق المتاثرة ميدانياً، حيث تسببت الفيضانات غير المسبوقة في مقتل أكثر من 100 شخص، في حين أصبح 875000 آخرين في حاجة ماسة إلى الدعم العاجل، وان نصفهم تقريباً من الأطفال.
وقال البيان ان الأمين العام الجديد جاغان تشاباغين وفي أول مهمة خارجية له منذ توليه منصبه في فبراير 2020 زار السودان حيث اجتمع بالمتاثرين من المجتمعات السودانية، وهم يعيشون في خضم حالة طوارئ إنسانية كبيرة ومعقدة تهددهم الفيضانات والتضخم والوضع الصحي المتدهور ومخاطر الاصابة بكورونا – 19 و اضمحلال التقدم الإنمائي للبلد في السنوات الأخيرة.
وقال الامين العام عقب زيارته لمنطقة القماير في أم درمان إنه لم يكن يتوقع مشاهدة ما رأته عيناه هناك “لم أكن مستعدًا لما رأيت. الوضع مزرٍ، والذين التقيتهم في المعسكر غاضبون، وقالوا إنهم لم يتلقوا أي نوع من الدعم الذي يحتاجون إليه، وإنهم يفتقدون المأوى ومياه الشرب ومرافق الصرف الصحي الأساسية.
وقال البيان ان السودان عموما قد شهد تدمير ما لا يقل عن 175 الف منزل تدميراً كلياً، مما ترك آلاف العائلات دون سكن، وان السيول والفيضانات قضت على المحاصيل الغذائية والماشية، وأن ذلك ياتي على خلفية ارتفاع التضخم الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الاغذية بنسبة تقارب 200 في المئة، إذ ضحت الأسر في مواجهة غياب الأمن الغذائي.
وقال المسؤول ان اكثر ما آلمه “حقًا هو الخسائر التي تسببت فيها الفيضانات وسط الأطفال والنساء والفئات الضعيفة الأخرى. في الواقع ، من نواح كثيرة ، هذه حالة طوارئ للأطفال. نحو نصف المتضررين هم من الأطفال”.
واشتكى البيان من أن المنظمة لم تتلق الا 15% من جملة المبالغ التي ناشدت الامم والمجتمع الدولي بتوفيرها، التي تبلغ نحو 12 مليون فرنك سويسري .
وقال تشاباجين: “التقيت متطوعين وموظفي الخطوط الأمامية من الهلال الأحمر السوداني الذين يعملون بلا كلل لدعم مجتمعاتهم، لكنهم يفتقرون إلى التمويل أو الأدوات للقيام بذلك، نحن بحاجة إلى مساعدتهم، ونحن بحاجة إلى مساعدة شعب السودان”، وحذر: “إن عواقب خذلان شعب السودان في هذه المرحلة يمكن أن تكون وخيمة”.