كبسولة اليوم
الخميس:22/10/2020
رسالة الى فارس موسى.
إستمعت لتسجيل لزميلي الرائع فارس موسى متناولا إتفاقية السلام الأخيرة بالمدح فقط متجاهلا أو مستنكرا تناول سلبياتها تسجيل اقل مايقال عنه ينضح عنصرية غير مبرره فلقد اشار ضمنا لإنتقاد بعض الاقلام لبنود الإتفاقية واشار صراحة للزميل احمد إدريس وجاءت على لسانه كلمات ترسخ للعنصرية ماكان ينبغي عليه التفوه بها لكون أن تسجيلاته تجد الرواج المستحق وان كثير مما يدور في خلده غير سليم واؤكد لك ان مايدور حاليا من تناول للإتفاقية بالنقد والتحليل لاعلاقة له بعنصرية فلنحصر نقاشنا حول ماكتب في الإتفاقية والأ تحدثنا عن فلان الشمالي قال.
تطرقت اخي فارس لمبلغ ال750 مليون دولار المفترض على الحكومة تخصيصها لحكومة اقليم دارفور بموجب الاتفاقية وانتقدت من انتقد تخصيص المبلغ ولكنك لم تكن شفافا بالقدر اللازم في توضيح الرقم كاملا فإكمال المعلومة كالتالي : ان الحكومة ملزمة بدفع 750 مليون دولار لدارفور (سنويا) (ولمدة عشر سنوات ) وليس دفعة واحدة بل اكرر سنويا يافارس لماذا لم تملك المواطن المعلومة مكتملة ؟ وازيدك من الشعر بيت هذ المبلغ إضافة إلى حصة دارفور من تحويلات المفوضية القومية لقسمة وتخصيص ومراقبة الموارد والإيرادات المالية وازيدك اضافة الى التزام حكومتنا بسد الفجوة المالية المطلوبة لتنفيذ اتفاق السلام وازيدك كذلك تلتزم الحكومة بتوفير لاحظ (توفير) مبلغ مائة مليون دولار خلال ( 30 يوما ) فقط من تأريخ التوقيع على هذا الإتفاق الكارثي ..المبلغ الأخير ده قولة خير ولاشنو؟ ولنفترض وفرته الحكومة نجد ان الإتفاقية قد تغافلت عن من سيدفع وفي اي حساب سيورد ولم تذكر الغرض ومن المفوض من قادة الحركات المسلحة بالإستلام وماهي اوجه الصرف واوجه الرقابة؟؟.
يافارس اتفق الطرفان على تخصيص 40% من صافي عائدات (الدولة) من الموارد المحلية والنفطية في دارفور لصالح الإقليم لمدة عشر سنوات ..وكل ماذكر وملزمة به الحكومة هو عود دارفور في نسبة ال60% من عائدات البلاد من موارد الإقليم لأنك إستأثرت بال40% اضف اليها عودك من واردات الخزينة العامة فانت بذلك تخطط وتؤسس لدولة لتنفصل .فهل كان يعلم ممثلو المسارات الأخرى بذلك ام انهم إكتفوا بفرحة تذوق الجلوس على طاولات التفاوض وفلاشات الإعلام؟؟
عندما كان قطن مشروع الجزيرة يشكل العمود الفقري لإقتصاد السودان كان طموح مواطن المشروع بيارة موية و كنا نعيش في ظلام دامس ولم تخصص ولا حتى نسبة 1% من عائداته للإقليم الأوسط فلم نرفع السلاح في وجه الدولة كما فعلها اهل دارفور ..لم يعين رئيس قضاء ولا رئيس نيابة ولا مدير عام الشرطة ولا قائد للجيش من الجزيرة منذ الإستقلال فقد عشنا التهميش بمعناه الحقيقي ولم نحمل السلاح في وجه الدولة.
تم تدمير المشروع وهاجر مواطن الجزيرة ولم نحمل السلاح في وجه الدولة.
اخي فارس هذه الإتفاقية تعزيز للعنصرية و تأسيس لإنفصال وسيناريو مشابه لماحدث في الجنوب تسالني كيف اقول لك: اودعت حكومة العهد البائد مبالغ خرافية في صندوق إعمار الجنوب واثر ذلك حينها على معاش الناس فإن كان تركيب عمود كهرباء عادي يكلف في منطقة سهلية 100 دولار مثلا فإنه كان يكلف في الجنوب 1000 دولار لانك تحتاج لشق طريق وإزالة الغام وقطع اشجار وتحتاج معدات اخرى خلاف الحفار والشاحنة حاملة العمود وقس على ذلك تركيب ابراج الضغط العالي خلاف الخدمات الأخرى من طرق اسفلت وكباري ومحطات مياه ومبالغ نقدية كالمنصوص عليها في هذه الاتفاقية ..كله هذا لم يكن كثيرا على مواطن الجنوب ولكنه بعد ان إستأثر بكل شئ قرر الإنفصال وانت الٱن تطلب كل الدعم وكل المخصصات والإمتيازات وربطتها بمدة عشر سنوات فهذا تأسيس لإنفصال كالذي حدث للجنوب تمااااما ومايعضد ذلك أنك في الإتفاقية اشرت لترسيم حدود الإقليم وطلبت تخصيص نسبة كبيرة من عائدات منافذ السودان البرية داخل حدودك ..نحن لانتحدث عن عنصرية بل ننبه و نتحدث عن كارثة جديدة (إنفصاااال) سيتبعه إنفصال في كردفان و الشرق وغيره ٫٫ فلو كان الأمر يتعلق بإعادة إعمار فالإتفاقية اشارت إلى مفوضية لإعمار دارفور وهذا كان كافيا جدا.ولكنك ستضع دستور لدارفور وقوانين منفصلة حتى الزواج والطلاق والنسب انفصلت فيه عن الحكومة منذ البداية.
اذكرك اخي فارس من دارفور صدرت إلينا كلمة التهميش ومنها بدأ النهب المسلح (السرقة بالإكراه) مواطن دارفور في وجه مواطن دارفور جريمة اهلكت الدولة امنيا واقتصاديا ثم تطور الأمر الى حمل السلاح في وجه الدولة وحدث ماحدث.
اما نسب الوظائف المخصصة لدارفور غير مبرره لأن العهد البائد مكن للموالين له ومنهم من ابناء دارفور وتم إقصاء وتهميش الجميع.
في الجزيرة طبقنا شعار كل البلد دارفور عكس قادة الحركات المسلحة الذين اشاروا الى كلمة (الكنابي) في الإتفاقية في حين اننا مسحنا هذه الكلمة من قاموسنا ومن ذهن الأجيال الصاعدة وتحولت الكنابي ألى أحياء داخل قرانا وهذا يؤكد بأن قادة الحركات خارج الشبكة ..مثال ٱخر عندما عاد مناوي للسودان وتصالح مع الكيزان وجلس داخل القصر الجمهوري لم يتكرم بزيارة اهله الدارفورين القاطنين بالكنابي بالجزيرة كما تفضلوا بذكرها في الإتفاقية.
إنتقد عبدالواحد محمد نور هذه الإتفاقية فهل هذه عنصرية ؟إنتقد الحلو هذه الإتفاقية فهل هذه عنصرية؟؟
بنفس منطق الاخ فارس انظر إلى تشكيلة الحكومة الإنتقاليه بمجلسيها ستجد نسبة ابناء الغرب تفوق ال60% فلم نجد احد يتحدث عن ذلك بل هو تأكيد وتطبيق لشعار كل البلد دارفور ولذلك اخي الكريم كلمة عنصرية سهمها يصيب..الرجاء عدم تصويبه.
لم نتحدث بعد عن إتفاق المسارات.
…الدفعة56