حذر الحكومات الأوروبية من وضع “خطير” في ظل موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا المستجد، تجعل من القارة البؤرة الجديدة لوباء كوفيد-19، ما حمل على إقرار تدابير مثل حظر تجول جزئي في فرنسا وحجر منزلي في ويلز وإيرلندا.
وتجاوزت حصيلة الوباء في أوروبا الخميس ثمانية ملايين إصابة من ضمنها 256 ألف وفاة، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس.
وسجّلت ألمانيا (قرابة 9900 وفاة) التي أُشيد بإدارتها الجيدة للموجة الأولى في الربيع، قرابة 11300 إصابة جديدة في 24 ساعة، في عدد قياسي منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19 في البلاد.
وأعلن رئيس معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية الخميس أنّ “الوضع العام أصبح خطيرا جدا”. وبين المصابين وزير الصحة ينس شبان.
وأمرت السلطات بمنع التجمعات وفرض عزل جزئي على منطقة في جبال الألب وأصبح وضع الكمامات إلزامياً في بعض شوارع برلين.
في إيرلندا، دخلت التدابير الأكثر صرامة في أوروبا حيز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء على أمل “الاحتفال بعيد الميلاد بشكل معقول” على حد قول رئيس الوزراء مايكل مارتن، فأرغم جميع السكان على ملازمة منازلهم لستة أسابيع، مع إغلاق المتاجر غير الأساسية، على أن تبقى المدارس مفتوحة.
وبدت العاصمة دبلن الخميس أشبه بمدينة أشباح. وقالت سونيفا أوفلين (57 عاما) وهي تمر في شارع شبه مقفر “الأمر غريب بعض الشيء ومؤثر. عادت مجددا غيمة الحزن تلك، ذلك الإحساس بأن المدينة مهجورة”.
وخلت غرافتون ستريت، أحد المحاور التجارية الرئيسية في العاصمة الإيرلندية، من الحركة المحمومة الاعتيادية، فيما كانت حافلات الترامواي تقل عددا ضئيلا من الركاب الذين يضعون كمامات، بعيدا عن الزحمة اليومية.
كما سيفرض الحجر اعتبارا من الجمعة على مقاطعة ويلز البريطانية. أما في بقية أراضي المملكة المتحدة أكثر دول أوروبا تضررا من الوباء (44158 وفاة)، ففُرضت تدابير متفاوتة الصرامة على 28 مليون انكليزي من بينهم سكان لندن، وستُغلق الحانات والمطاعم أبوابها في إيرلندا الشمالية.
وقررت الحكومة البريطانية الخميس للمرة الأولى خلال شهر، تعزيز مساعداتها إلى الشركات المتضررة من القيود المفروضة.
وفي فرنسا التي سجلت حصيلة يومية قياسية قدرها 41622 إصابة جديدة في 24 ساعة، وسّعت الحكومة الخميس نطاق حظر التجول الليلي المفروض بين الساعة 21,00 والساعة 6,00، ليشمل اعتبارا من السبت 46 مليون نسمة في باريس والمدن الرئيسية، أي ثلثي الفرنسيين، لستة أسابيع.
وحذر رئيس الوزراء جان كاستيكس بأن “الأسابيع القادمة ستكون صعبة وستواجه خدماتنا الاستشفائية محنة صعبة” متوقعا أن يكون شهر تشرين الثاني/نوفمبر “مرهقا” وأن “يتواصل ارتفاع” عدد الوفيات.
وقال وزير الصحة أوليفييه فيران “أوروبا برمتها تشتعل”.
في جمهورية تشيكيا التي سجّلت أعلى عدد إصابات ووفيات لكل مئة ألف نسمة خلال الأسبوعين الأخيرين، فُرض عزل جزئي حتى الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر مع قيود على التحركات واللقاءات وإغلاق كل المتاجر والخدمات غير الأساسية.
واختارت دول أخرى فرض حظر تجوّل ليلي، على غرار بلجيكا، حيث ستُغلق المقاهي والمطاعم لمدة شهر فيما تتحدث السلطات عن وضع “أسوأ بكثير” مما كان عليه في الربيع. وأُدخلت وزيرة الخارجية صوفي ويلميس المصابة بكوفيد-19 إلى العناية المركزة.
وفي شمال إيطاليا، ستفرض لومبارديا الرئة الاقتصادية والمنطقة الأكثر تضرراً جراء الوباء في البلاد، حظر تجوّل اعتباراً من مساء الخميس بين الساعة 23,00 والساعة الخامسة فجراً لمدة ثلاثة أسابيع. وستتبعها إلى ذلك الجمعة كامبانيا في جنوب البلاد.
وفي اليونان، يفرض منع تجول ليلي اعتبارا من السبت على في أثينا وتيسالونيكي، أكبر مدينتين في البلاد.
وقررت بلغاريا، الدولة الأشدّ فقراً في الاتحاد الأوروبي، فرض وضع الكمامات بشكل إلزامي في المساحات الخارجية التي تشهد حركة كبيرة. وحذّر وزير الصحة كوستادان أنغيلوف من وضع الطواقم الطبية فقال “جميعهم تعبون، جزء كبير منهم مصابون ومرضى، بعضهم في الإنعاش. نحن بحاجة إلى مساعدة”.
ويتواصل تفاقم الوضع في إسبانيا (34366 وفاة) التي باتت أول دولة في أوروبا والسادسة في العالم التي تتجاوز عتبة المليون إصابة. وفرضت السلطات الإسبانية على عجل تدابير جديدة تتضمن الإغلاق الجزئي في حوالى عشر مدن جديدة وبعض المناطق.
وسجلت دول أوروبية أخرى مستويات قياسية من الإصابات، منها الدنمارك (+760 حالة جديدة من أصل 6,8 نسمة)، وكرواتيا (+1563) والبوسنة (+999).
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية فيتي فريديريكسن “الوباء ينتشر سريعا في كامل أنحاء أوروبا التي باتت الآن بؤرة” الوباء.
كما سجلت البرتغال حصيلة إصابات قياسية مع إعادة فرض الحجر المنزلي في ثلاث بلدات شمالية يبلغ إجمالي عدد سكانها 150 ألف نسمة، كما ستحظر التنقلات بين البلدات في جميع أنحاء البلاد بمناسبة عطلة عيد جميع القديسين بين 30 تشرين الأول/أكتوبر و3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتضاءل الأمل بالتوصل إلى لقاح فعّال بسبب وفاة متطوّع في البرازيل جراء اشتراكات ناتجة عن المرض.
وكان المريض، وهو طبيب عمره 28 عاما، شارك في اختبارات اللقاح الذي تطوره جامعة أوكسفورد ضد مرض كوفيد-19 وتجري اختبارات عليه في البرازيل.
وهي أول حالة وفاة لمتطوع يشارك في اختبارات اللقاحات العديدة الجارية في العالم.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 1,133,136 شخصا على الأقل في العالم منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس الخميس. وسجلت أكثر من 40,304,020 إصابة مثبتة بينما تعافى 28,294,600 شخص على الأقل.