معالجة مشكلة بقاء السودان ضمن قائمة الإرهاب الدولي كانت المعضلة التي ذاق من مرارتها كل ما اصابه من تأخر وتدهور اقتصادي وعدم استقرار..
ولذلك كانت القلق الاول والرئيسي للحكومة الانتقالية باعتبار حلها هو المنقذ الوحيد والإستراتيجي الذي يخرج السودان من عزلته الدولية ويعيد له حيويته من جديد ولهذا جندت كل سياساتها وإمكانياتها لتحقيق هذا الهدف بدفع مستحقاته لينال السودان كرامته بخروجه من قائمة الإرهاب الدولي..
والكل يعلم مدى حاجة السودان لتحقيق ذلك وأنه سيسعى بكل السبل السياسية والإستراتيجة بطاقمه المفاوض الذي يضع نصب عينيه مصلحة السودان وشعبه وكما وضح من نواتج محادثاته وحواراته مع الجانب الامريكي ان تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل تم وضعها شرطا أساسيا لقبول خروج السودان من قائمة الإرهاب رغم عدم العلاقة بينهما ورأى المفاوض السوداني بتقديراته ونظرته لما يدور من سياسات تقود وتوجه عالم اليوم للموافقة على اعتبار التطبيع مع إسرائيل تكتيكاً سياسياً شبيها بمهمة سقالة باخرة يصل بها إلى مبتغاه في الشاطئ الآمن … وهو مبتغى مستحق يتطلب التعامل معه وفق ظرفه ومصالح السودان اولاً وأخيرا قبل مصالح الآخرين التي يجب ان لا تتنافى ولا تتعارض مع المصالح التي تُعد مصيرية له بل حتمية وهي مصالح حياة أو موت فقدها السودان واصبح هدفا وعدوا لامريكا بسياسات خاطئة وغير حكيمة من النظام البائد وتأثر من جراها في استقراره واقتصاده وتنميته وتم عزله من العالم قرابة 30 عاما عطلت كل تعامله معه واصبح دولة أصابها شلل كامل في كل محتواها من اقتصاد متهالك وتنمية متأخرة وعدم استقرار بسبب حروب ومشاكل وفتن فجرت الفوضى في كثير من مناطقه إضافة إلى تدخلات اجنبية وسياسات حكومية فاشلة ادت إلى فصل شماله عن جنوبه…
على العموم ما اختارته حكومة السودان الانتقالية من قرار لا يعنيها بأي حال من الأحوال ما اتخذته دول أخرى من قرار مماثل أو شبيه بالتعامل مع إسرائيل .. وقضية السودان لا شك أنها تختلف تماما عن غيرها من قضايا تهم دولا أخرى بخصوص تعاملها مع إسرائيل ..لأن السودان مشكلته المصيرية مع أمريكا وليست مع إسرائيل التي ادخلتها أمريكا في مشكلة لا تعنيها ولا السودان طلب من إسرائيل أن تزيله من قائمة الإرهاب فالأمر كله على ما يبدو لعب سياسي ومكاسب سياسية وكل يلعب بطريقته فترامب يريد بزخم ما يكسبه من رضا اليهود لكسب فترة رئاسية ثانية ونتنياهو يريد أن يكسب سلاما عربيا ليثبّت أركان حكمه وحمودك وجماعته في السودان يريدون كسبا عظيما أرق وطنهم وأرهقه بسنين عجاف قضت على اليابس والأخضر في وطن خيراته يسيل لها لعاب العالم… أما البقية من الآخرين من دول العالم فهم ينظرون لما جرى ويحللونه حسب ما يرون خاصة الأخوة الفلسطينيين الذين وقف وحارب من أجلهم السودان وشعبه ولم يقصر في جانبهم أبداً….
……………..
…الرياض