نشأ غالبية من يعيش في العالم العربي والإسلامي وتتلمذوا على أن إسرائيل هي العدو الأكبر للأمة العربية والإسلامية، وانها مغتصبة أرض فلسطين، هكذا فهمونا.
ومع كل ما تلقيناه من معلومات، حول إسرائيل يتعامل القادة العرب والاسلاميون على أن فكرة الرفض للكيان الصهيوني فكرة شعبية تخص الشعوب فقط، ويستخدمونها للجلوس على كراسي الحكم لأطول فترة.
وفكرة ان إسرائيل عدو لا تلتزم بها الحكومات العربية، كما لو ان هذه الحكومات لا تنتمي لفكر شعوبها بل تنتمي
للفكر الرأسمالي (يعني شوف الفلوس وين وأجري وراها).
السودان عندما يُطبع مع إسرائيل لن يكون الأول أو الفريد من نوعه في هذا المجال، إذ سبقته دول عدة تدعي تبني الفكر الإسلاموي والعروبي، وقامت بفتح سفارات بإسرائيل وبادلتها الاخيرة بفتح سفارات او مكاتب للتبادل التجاري لكي يستطيع حكام الدولة المستضيفة لهذه المكاتب التجارية القول (عند الزنقة) أن هذا ليس بتطبيع.. إنما هو أمر اقتصادي بحت.
السودان غني فعلا بثرواته، ولكن ليصدرها للعالم ويستفيد من مدخولها، وان يستقبلها العالم بالترحاب لابد لك من رضا سادة العالم، ورضاهم مرهون بالموافقة على كل الآيدلوجيات الغربية، أكانت متوافقة مع عاداتنا وديننا أم لا، هذا هو عالمنا اليوم.
نعم نستنكر ماقامت به حكومة السودان دون مشاورة للشعب او للمجلس التشريعي الذي لم يتكوّن بعد! ، وكان الأولى أن تلتزم بما أتت من أجله، وهو معاش الناس واحتياجاتهم الأساسية، دون المساس بالأمور المُختلف عليها.
عموما هذا قد حصل – والسؤال هل لم تجد الحكومة مخارج آخرى من الأزمات والورطات التي اودعنا اياها النظام البائد سوى هذه الأزقة المظلمة.
25/10/2020