يرى الدكتور عبد الرحيم بلال خبير المجتمع المدني أن دور المجتمع المدني محوري في عملية السلام، وقال: “البعض يعتقد أن دور المجتمع المدني يقتصر فقط على بناء السلام، وهذا غير الصحيح؛ لأن دوره يمتد ليشمل صناعة السلام، والمحافظة عليه، بل يذهب لأبعد من ذلك عندما يتنبأ بإشتعال الحرب قبل وقوعها ويكون جهاز إنذار مبكر لإندلاع الصراعات غير الداوية مما يعني أنه يؤدي مهاماً محورية في عملية السلام”.
وقال مستشار حكومة السودان للسلام شمس الدين ضو البيت في الندوة الصحفية التي عقدت بطيبة برس: “منظمات المجتمع المدني ذات طابع مركزي مدني، ولا تولي الريف اهتماماً مثل الحضر، لذا يجب عليها الانفتاح على الريف إذا كانت جادة في أن يكون لها إسهامات حقيقية في عملية بناء السلام الذي تحقق مؤخراً عبر اتفاقية هي الأفضل من بين جميع الاتفاقيات السابقة لأنها عالجت جذور أزمة الحرب في السودان وأخذت من كل إتفاقية أميز ما فيها”.
وأضاف: ا”لمجتمع المدني بشكله الحالي هو أحد إفرازات الحداثة لذا فالمطلوب منه المشاركة بفعالية ودعم السلام عبر مراقبة المفاوضات وتنوير الرأي العام، كما أنه يلعب أدواراً تعريفيةً وتنظيميةً وفكريةً من أجل بناء السلام الذي لا يتحقق إلا عبر المفاهيم الكبرى للمجتمع المدني والمتمثلة في الحوار ونبذ العنف والإعتراف بالآخر”.
ودعا الأمين العام لهيئة محاميي دارفور الصادق علي حسن إلى توظيف المجتمع المدني قائلاً: “المجتمع المدني يشكل كل التنظيمات والأحزاب والمنظمات وكل الحياة السياسية والمجتمعية باستثناء الحكومة والقوات النظامية لذا ينبغي توظيفه بالصورة المثلى التي تضمن بناء السلام حقيقي بعيداً عن اتفاقية جوبا التي لا تؤسس لسلام حقيقي نسبة لظهور المحاصصات ونشوب الخلافات فيما يتعلق بتوزيع السلطة والثروة وحديث البعض عن تحويل دارفور لشمال جديد بعد تمييزها الواضح في الثروات النفطية والمعدنية”.