عودة محمد عبد الرحمن لداره مسعى مقدر من جماهير الهلال، كون اللاعب غادر الديار الزرقاء مكرهاً تتبعه لعنات طارديه ودعوات محبيه، غادر العرضة شمال تسبقه أحزانه، وتصحبه أوجاع جماهير تدرك مدى موهبة جكسا، فإن وفق أخوان السوباط في ترميم الكسر وجبر خاطر الغربال، فشكرنا لهم يتضاعف، وإن حالة ” المطبات” دون إتمام الصفقة فلهم أجر الاجتهاد، وسنظل نحن وجكسا على رصيف الانتظار، لعل الأيام تحبل بالبشارات.
أما ياسر مزمل وبوغبا اللذان باتا قاب قوسين أو أدنى من دخول “المقبرة”، فسيكون مقدمهما عيدية المولد للأمة الزرقاء، وستحتفل بها الجماهير على أنغام حلاوة جكسا.
ولعل قدوم مزمل وبوغبا يشكل إضافة كبيرة لكشف الهلال الأفريقي لما عرفه الناس عنهما من أداء جاد وموهبة عالية. فمرحبا بسفراء دار جعل وإخوانهم، ومرحبا بالأرباب وعطائه للأزرق وهو الرجل الذي عرفت جماهير الهلال في زمنه كيف تفرح، وكيف ترقص، وكيف تدك حصون الأهلي المصري، وتفتح غابات أفريقيا، وتشعل فيها الحريق. فمن يهدي الهلال يوسف محمد وقودوين وسادومبا لن يبخل على عشقه الأبدي بلاعب يسهم مع أخوته في رفع علم السودان في المحافل الأفريقية.
جملة أخيرة
إن كان السوباط هو حمدوك “الهلال”، فإن حمدوك هو سوباط السياسة، ولعل الرجلين يتفقان في العطاء الوافر، والعمل في صمت، والإنجاز الكثيف خلال فترة وجيزة … ومثلما يلتف الشعب الأزرق حالياً حول السوباط غير آبهين “بتبخيسات الكرادنة”، يلتف شعب السودان حول حمدوك غير آبهين بشطحات حميدتي وململة البرهان.
وأخيرا الكلمة للشعب، ولايصح إلا الصحيح.