التاريخ يقول لنا ان نابليون بونابرت عندما حاول احتلال النمسا استعان بأحد مواطني النمسا ليعمل جاسوسا لنقل المعلومات الدقيقة عن وطنه لنابيلون وبالفعل نجح نابليون في اجتياح النمسا بفضل تلك المعلومات التي اتته عن طريق هذا النمساوي والذي ما ان دانت السيطرة لنابليون هرول اليه طلبا للمكافأة التي وعده بها نابليون . وعندما وقف امام نابليون لم يتردد الاخير من أطلاق عدة رصاصات على رأس النمساوي قائلا له ( من خان وطنه لا مكان له بيننا ) .
السيد عمر قمر الدين وزير خارجية الثورة جلس على مائدة صحيفة التيار متباهيا بأنه ساعد الادارة الاميركية بل ساهم في صياغة القرارات التي بموجبها تم فرض الحصار على السودان ووضعه في القائمة الامريكية السوداء في منتصف تسعينيات القرن الماضي وليته صمت عند هذا الحد بل اضاف قائلا انه غير نادم على ما قام به ولن يعتذر عن ذلك مبررا فعلته النكراء تلك بانها كانت حرب ضد النظام السابق .
ولو كان نابليون هو الذي احتل السودان لا ادري ماذا كان سيفعل بك وانت تفشل في التفريق بين معارضة الوطن ومعارضة النظام . من المؤسف حقا ان يجلس على رأس الدبلوماسية السودانية وفي ظل حكومة الثورة المجيدة رجل يعترف بلسانه انه سعى وجاهد وكافح ان يتم فرض هذا الحصار القاتل على شعب السودان وعلى مدى ثلاث عقود أرهق كاهل كل سوداني .
وآن لنا ان نسأل هذا الدبلوماسي الحصيف .. هل الحصار الذي اجتهدت في أقناع الادارة الاميركية به كان سببا في سقوط النظام ؟ هل ساعد الحصار في تفكيك النظام ؟ هل الحصار اجبر النظام السابق من التوقف عن ممارسة كل انواع انتهاكات حقوق الانسان في حق شعبه ؟ هل ساعد الحصار في ايقاف حرب دارفور ؟ هل ساعد الحصار في ايقاف حرب الجنوب او إنفصاله لاحقا ؟
هل النظام الذي قلت انك اقنعت الادارة بفرض الحصار عليه تأثر بهذا الحصار على مستوى قادته؟
الاجابة بكل بساطة لم يتأثر احد منهم بل عاشوا في رغد العيش وتطالوا في البناء وسافروا لاصقاع الدنيا وكنزوا الاموال في بنوك العالم .
الذين دفعوا الثمن هم شعبك الذي أتيت اليوم على صهوة جياد انتصارك الكذوب لتصبح وزيرا في حكومته . هم الذين دفعوا الثمن مرضا وفقرا وموتا في كل قرى ومدن السودان في شرقه وغربه شماله وجنوبه .. هم الذين دفعوا الثمن الغالي بضياع مشاريعهم العملاقة مثل مشروع الجزيرة والخطوط السودانية والبحرية والسكك الحديدية ….الخ
هؤلاء هم من دفعوا الثمن … وهؤلاء هم من اسقطوا النظام لست انت وليس الحصار الذي أجتهدت فيه هو من اسقط النظام .
هذا الشعب الحر الذي ضاق الويلات مما اقترفت ايدي امثالك هم من اسقطوا النظام يا قمر الدين …
واخيرا المباديء لا تتجزأ وحب الوطن ليس له الا معنى واحد لا اعتقد انك فهمته حتى الان حتى ولو كنت وزيرا لخارجية ثورتنا .
كل يوم ازداد قناعة ان من اتوا من خارج السودان واستوزرو واعتلوا المناصب في حكومة الثورة هم من يهدمون ثورتنا المجيدة ولا عزاء لشباب الثورة ولا بواكي على الشهداء .. تبا لكم ايها الاقزام