وزير الخارجية عمر قمر الدين رجل أقل ما يقال عنه أنه غير محترم، فأبسط قواعد الاحترام في العمل العام هي الاعتذار عن الخطأ، وهذا ما عجز قمر الدين عن تقديمه لأنه لا يتحلى بالشجاعة ولا بالتواضع، فالرجل أصر على أن مساهمته في صياغة العقوبات الأمريكية على السودان كانت من باب معارضته للنظام، وأنه لا يأسف على ذلك.
ومن حق الشعب السوداني التساؤل، من الذي تضرر من هذه العقوبات، هل تضرر منها نظام الجبهة الإسلامية، أم أن المتضرر هو السودان وشعبه، الذي لايزال يدفع الثمن؟
بل أكثر من ذلك، فإن وزير الخارجية اعترف أن الحكومة تعرضت إلى لي ذراع من قبل الولايات المتحدة؛ كي تقبل برفع العقوبات مقابل التطبيع مع اسرائيل، فمن الذي قد أسهم في وضع الحكومة في هذه الورطة، أليس عمر قمر الدين،؟ في وقت عجز فيه عن إيجاد صيغة دبلوماسية تجعل الدولة السودانية تتلافى فيها هذه الوضعية المذلة، وقد شاءت الأقدار له أن يكون في منصب وزير الخارجية، ليتمكن من النجاح في ذلك.
كان من الممكن أن يقول قمر الدين أن تقديراته حينما أسهم في وضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب كانت خاطئة، وأنه فعل ذلك بحسن نية كمعارضة للنظام، وأنه يعتذر للسودانيين عما لحق بهم من أضرار، لكنه الكبر وسوء الخلق، وعدم الاحترام!، كان يمكن له أن يعتذر عن فشله وفشل حكومته في إيجاد مخرج من الطريقة المذلة والمهينة التي تم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بها، لكنه آثر الدفاع عن موقفه بمراوغة ومكر وخداع، للأسف يا قمر الدين أنت شخص غير محترم.