سجل يا تاريخ.. سجل يا سودان.. تذكر يا شعبنا .. سجلي أيتها الإنسانية: اليوم الثلاثاء، الثامن عشر من يوليو 2017، هذا تاريخ له ما بعده … استقالات جماعية لأكثر مِن ١٢٠٠ طالب و طالبة سودانية من دارفور من جامعة بخت الرضا التي ظلمتهم إدارتها، و تعاملت معهم بخسة عنصرية نادرة ممثلة للعصبة العنصرية الحاكمة…
يا لغباء العصبة العنصرية الحاكمة التي لا تدري أنها تصنع قادة جدداً للثورة! يا لغباء العصبة العنصرية الحاكمة في دولة “الأبارتايد” الجديدة، التي لا تدرك أنها تدشن مرحلة جديدة للثورة! يا لغبائهم إنهم لا يدركون أن فجراً جديدا للثورة ينبثق مِن أجنحة الظلام والظلم “الهلوكوستي” الجديد!!
إنهم يريدون دفعنا إلي الانفصال، لكن هيهات، هيهات!! دارفور هي قلب السودان .. أجدادنا رووا بدمائهم أرض السودان، فرسموا حدوده و بنوا حضارته و أعطوا معني لسيادته و كرامته و عزته بين الأمم و الشعوب … سنفصلهم عن السودان و لن ننفصل عنه … سنبترهم عن السودان و لن ننبتر عنه، سيسقط نظامهم و لن تسقط دارفور، فنحن بنو السودان و أبطاله و صانعي مستقبله و مجده القادم من رحم الإبادة و المعاناة النبيلة !!
ندائي للسودانيين جميعا: لا تتفرجوا علي هذه الجرائم …لا تتفرجوا علي إذلال هؤلاء الشباب الشجعان .. قاوموا هذه الجرائم المنكرة .. قاوموا هذا النظام الذي هو أس البلاء والفتنة المدمرة لكيان الوطن و نسيجه الاثني ! الحقيقة المرة الراسخة هي أن هذا النظام ماض في دفع الوطن إلي سيناريو الانفجار العظيم، الذي سأكتب عنه قريبا إن شاء الله ..
وددت لو أن طلاب جامعة بخت الرضا استقالوا جميعاً دعماً و تضامناً مع زملائهم من دارفور.. وددت لو إنهم لقنوا العصبة العنصرية الحاكمة درساً في الوطنية و الوحدة و التضامن و السمو الإنساني و الاخلاقي من أجل الوطن و وحدة نسيجه و وجدانه!
أدعو طلاب السودان للوقوف مع زملائهم من دارفور.. فالطلاب هم طليعة الشعب في المبادرة و النقاء الثوري ..أدعو القوي المدنية و السياسية و الشعب بكل شرائحه للوقوف و المساندة لطلاب دارفور ، ولا أقول التضامن مع طلاب دارفور .. علي شعبنا مقاومة الأجندة العنصرية و النازية الجديدة التي تبيد و تمزق ما تبقي من السودان .. ما حدث من ظلم و انتهاك لطلاب دارفور هو ممارسة ممنهجة و امتداد للإبادة الجماعية في دارفور …
أخيراً، أخيراً، تمنيت لو أن واحداً من أبناء دارفور أو واحدة من بنات دارفور في النظام قدم أو قدمت إستقالتها إحتجاجاً علي هذه العنصرية الفجة المقيتة… تمنيت لو أنهم تصدوا لهذا النظام لاقترافه لهذه الجرائم المتواصلة ضد طلابنا و أهلنا و شعبنا! لكن من يهن يسهل الهوان عليه وما لجرح بميت إيلام!
أقول لطلابنا الأبطال صبراً.. أنتم علي موعد مع النصر .. أحييكم علي هذه الشجاعة و الجسارة النادرة و هذا الموقف البطولي التاريخي .. موقفكم التاريخي المهيب هو درس عميق و ملهم لنا جميعاً .. نحن نتعلم منكم دروس الصبر و العزة و الإباء .. أختم كلماتي بالآتي: ” لن نتخلى عنكم أبدا، أبداً .. جامعات العالم أوسع و أرحب من جامعاتهم التي أضحت محاضن للعنصرية المتخلفة “!