حسم الهلال أمر الانتقالات منذ يومها الأول، وتسيد الساحة بطول أرض السودان وعرضها حين ضم لقائمته البهية نجوم من الثغر الحبيب والشمال الحنين والغرب الوفي ومن خرطوم الصمود؛ مشيعاً الفرحة في كل المدن التي أهدت سيد البلد فلذات كبدها، وتنتظر اليوم الذي تمتع نفسها بالدهشة، وأولادها يتزينون بالأزرق سيد الألوان والأبيض رمز السلام.
يا سلام …. إحساس رائع تعيشه هذه المدن، والناس فيها، وأنديتها تقدم خيرة نجومها سفراء في نادي “الأمة الزرقاء المتحدة” ليذودوا عن شعار سيد البلد ويمثلون السودان في المحافل القارية.
الكل في ربوع السودان وفي عاصمته الوطنية يعيشون هذا الإحساس الرائع، ويزجون الشكر لإخوان السوباط الذين سهروا وتعبوا وجعلوا كل ذلك ممكناً.
ولعل الاجماع الهلالي الذي يسود الأسافير والشارع السوداني يمنح مجلس التطبيع الثقة ليحكم الوطن الأزرق لفترة لاحقة قابلة للتجديد، كما يأتي دليلاً على أن حال السودان مرتبط بشكل مباشر بالوضع في الكوكب الأزرق، فمنذ أكثر من 10 أيام والناس منشغلون بحركة الكوكب الأزرق، وناسين تماماً “كأس الوصيف” وما يدور على الأرض من أزمات في الوقود والرغيف..
جملة أخيرة:
نعم إن شعب الأغلبية يعيش الفرحة كاملة الدسم ينام على هدايا الأرباب، ويصحو على حنين الغربال. ولكن أرجو ألا يغري هذا التشاغل حزب البرهان وحميدتي وناس “الحركات المصلحة” للاستمرار في “عواستهم” بالسر والعلن؛ لتمكين أجندة تعارض تطلعات الشعب المعلم، وعلى عسكر السودان الكف عن ملازمة “المحاور”، وعدم التفريط في مياه السودان الجوفية والإقليمية، فشعب السودان لحمه مر وعضته تسعر وهتافه يدك قصور كسرى والروم، دعك من كسكتة جنرال.