أصبحت الأخبار المحبطة والمقلقة مسيطرة على المناخ العام في السودان بسبب عوامل متداخلة بعضها ناجم عن تفاقم الخلافات بين مكونات الحكومة ومكونات قوى الحرية والتغيير وبضعها نجم من ظهور أطماع خفية وسط بعض المغامرين داخل القوات المسلحة والقوات الموازية التي تسعى بكل الوسائل لتقوية قبضتها على سلطة الحكم.
في ذات الوقت إزداد الوعي بضرورة إسترداد عافية قوى الحرية والتغيير بمختلف فصائلها الحزبية والمهنية والمجتمعية لحماية ثورة ديسمبر الشعبية ولدفع الحكومة لتحقيق برنامج المرحلة الانتقالية دون مزايدة أو إلتواء او خروج عليه.
رغم أن المحاولات الانقلابية ليست جديدة حتى بعد نجاح ثورة ديسمبر في الإطاحة بسلطة الإنقاذ القمعية إلا أن المحاولة الانقلابية التي كشفتها قوات المخابرات السودانية محاطة بغموض مقلق وسط إتهمام بعض الذين وراءها بأنهم يعملون لإحداث إنقلاب ضد قوات الدعم السريع لصالح مجلس الصحوة.
المؤسف حقاً ان يلقي القيادي بالجبهة الثورية العائدة إلى حضن السلام ياسر عرمان بثقله السياسي مع قوات الدعم السريع عبر تصريحات صحفية جدد فيها هجومه على قوى الحرية والتغيير وشدد على موقفه الداعم لقوات الدعم السريع وهو يقول: إن مشكلة دارفور لن تحل دون حميدتي وقوات الدعم السريع!!.
لن أعود لما سبق ونبهت له من مخاطر الخلافات الحزبية الفوقية التي ضربت قوى الحرية والتغيير بعدأن ظهر للجميع جانباً من هذه المحاطر التي مازالت قائمة خاصة بعد اتفاق جوبا الذي نبهنا لضرورة النأي به عن منهج المحاصصة والاطماع الذاتية والالتزام بنهج موضوعي في عملية إشراك العائدين إلى حضن الوطن في المجلس التشريعي وفي أجهزة الحكم وقوى الحرية والتغيير مع مراعاة التوازن المطلوب بين القدامى والقادمين.
كما نرى ضرورة إعادة النظر في الاداء الحكومي خاصة فيما يتعلق بمعالجة الضائقة الاقتصادية والمعيشية على هدي المقترحات التي قدمتها اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير، والإسراع بإعادة هيكلة القوات المسلحة وحسم أوضاع القوات المسلحة الموازية لتوحيد قوان الشعب المسلحة دون إخلال بالتوازن اللازم بين مكونات النسيج السوداني المختلفة والقوانين والتراتبية النظامية.
هذا هو الطريق الوحيد للحفاظ على وحدة وسلام واستقرار السودان واستكمال مهام ثورة ديسمبر الشعبية السلمية لتحقيق تطلعات الثوار وقفل الطريق أمام كل المؤامرات والفتن والشرور الظاهرة والباطنة.