توفى أمس فى الخرطوم الحاج حافظ أمين أشهر السودانيين فى لبنان. أسس الحاج حافظ الجالية السودانية، وكان رئيساً للنادى السوداني فى بيروت لعقود . وبالأحرى حول نادى المحس الذى أسسه إلى النادى السودانى عندما زاد عدد السودانيين.
وقد نال احترام اللبنانيين عندما فتح أبواب ناديه لطالبى اللجوء من المسيحيين في أثناء الحرب الاهلية، وكان ايقونة الصحافة اللبنانية غسان تويني مبهوراً بإنسانية الحاج حافظ قد كتب افتتاحية صحيفته ممجداً إيااه.
وقد درجت الحكومات اللبنانية المتعاقبة على توجيه الدعوة لحافظ فى المناسبات الوطنية جنباً إلى جنب السفير السوداني تقديراً لمواقفه.
يذكر أن الحاج حافظ قدم خدمات جليلة للفلسطينيين، لكن أسرارها ستدفن معه. والمؤسف ان أياً من الكتاب والدبلوماسيين الذين زاروا بيروت أو عملوا فيها، ورأوا نشاط الحاج حافظ وسمعته لم يفكر فى التوثيق له.
وقد حكى لى الحاج حافظ أن صديقه الدكتور محيي الدين صابر كان لا يفارقه عندما ياتى إلى بيروت، وأنه عندما كان مديراً لمنظمة الإليسكو كان يسبب متاعب للمراسم اللبنانية إلى أن صار مالوفاً لديهم، انه اذا كان غير موجود فى فندقه، فهو عند الحاج حافظ الذى عمل لعقود مع ميقات!!
الحاج حافظ امين أسدى لأمتنا خدمات لا حصر لها وعلى رأسها السمعة اللى زى الطبل .. هذا التربال البسيط القادم من سعدنفنتى جسد أمام أعيننا سيرة ملوك النوبة العظام. وعكس على أفضل حال، وجهنا المليان غناء فى لبنان. حدثنى الصديق الراحل محمد أباسعيد سفير السودان الأسبق فى لبنان، رحمه الله، عن تقدير اللبنانيين لحافظ، واصفاً اياه بأنه كان تربالا بدرجة سفير !!
آخر مرة رأيت الحاج حافظ فى التسعينيات فى الشركة السودانية للتامين، وهو فى طريقه إلى مكتب صديقه عز الدين السيد، حيث ذكر لى أنه يريد منه تسهيل عملية تسليم آلاف الدولارات التى يحملها كتبرع منه، ومن الجالية السودانية فى لبنان لطريق شريان الشمال!
قبل أسابيع قليلة تحدثت مع الاخوة فى صحيفة نبوكين للبحث عن وسيلة للتوثيق للحاج حافظ. وهاهو القدر يسبقنا ويا لها من خسارة !!
رحم الله حافظ أمين، وأكرم نزله وجزاه عنا خيراً!!