هل نحن ثرثارون؟ سأترك الإجابة لكم، لكن أقول ان بعض تراثنا يحتفي بالكحة أمام (صمة الخشم) !
الكلام الكثير يُنسِي بعضه بعضا، وهو أكبر جالب للملل، وأكبر باعث ل(التمغي) المصحوب بالتثاؤب، وأفضل محفز للهروب من مكان الثرثرة طلبا للسلامة!
ومن الناس من يستهويهم الكلام، وبعضهم ينبغ فيه فيوظفه في الإعلام، أو السياسة؛ أو منابر المساجلات الرياضية أو غيرها، وكلكم تحتفظون في ذاكرتكم بنماذج من هذه النوعية، لكن من لا ينبغ يصبح هو الثرثار الذي يفر منه الناس فرار النعام.
والكلام الكثير يكون في العادة قابعا في الداخل كأفكار، ثم يحوله البعض لطاقة كلامية، في حين يفشل آخرون في التعبير عن مكنونهم، أو يزهدون في ذلك فيلتزمون الصمت أو الإيجاز بنوعيه البليغ والمخل، أو قد يحيلون ما في داخلهم لطاقة مبدعة في شكل فنون تشكيلية أو مسرحية او أي نوع من أنواع الفنون التعبيرية.
والثرثار الذي تتملكه شهوة الكلام بلا رسالة يريد إيصالها هو في الدرك الأسفل من حفرة (الرغي)، وأذكر في صغرنا أن أحد قاطني الحي كان يمارس السكر في كل نهاية اسبوع، ثم يخرج لصبية الحي ليلقي عليهم خطبة عصماء، تصلح لأن تكون خير نموذج لمدرسة (الخارم بارم) الخطابية.
لكن ثرثارين آخرين يكونون أصحاب أهداف يسعون لتحقيقها، وهؤلاء من نسميهم حاليا (الحناكين)، وفي الغالب يستطيع أصحاب الحنك بلوغ غاياتهم، ليس بقوة منطقهم، ولكن لرغبة الناس في الفكاك من حصارهم!
أظن مقالتي هذه هي أم الثرثرة ..
اهربوا بجلودكم يا قوم !!