بتوفيق الله سبحانه وتعالى.. من الشارقة.. منارة سلطان المعرفة والعلم والثقافة والضياء .. وبمعرض الشارقة الدولي للكتاب ..تم اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2020، تم توقيع كتاب (كِسْرَة ومُلاح) تأليف الإعلاميتان عايدة عبد الحميد القمش ومروة السنهوري، وهو أول كتاب للطهي السوداني.. ويعد تجسيدا للقوة الناعمة للدبلوماسية الثقافية السودانية .. و حضر التوقيع نخبة من الأدباء والكتاب والمهتمين ، الذي رسخ مكانته المرموقة كتظاهرة ثقافية دولية، وأصبح عنصراً ثابتاً على الأجندة السنوية لقادة الفكر والثقافة والنشر من جميع أنحاء العالم، ووجهة مفضلة للكتّاب والمثقفين لإطلاق أحدث كتبهم وإصداراتهم.
بداية أترحم على روح زميلنا الغالي المصور الفوتوغرافي ( كمال محمد أحمد الضو) الذي رحل عن دنيانا أول أمس، والذي بذل جهدا فوتوغرافيا تعاونيا يتصف بالتنوع والتميز منذ أشهر لتوثيق وتخليد الصورة المعبرة القادرة على التحدث بلغتها الخاصة، لكتاب (كِسْرَة ومُلاح) رحمة الله تغشاه.
وكتابنا رأى النور بفضل جهود فريق عمل من المبدعين ، وهو يصب في خانة الطعام والطهي، بما فيه من تفاصيل الطبخ والأطباق والحلويات، حيث العلاقة الوطيدة بين الطعام والوجدان الشعبي، لأن الطعام يعد علاقة ثقافية بارزة تبرز الحدود الاجتماعية.
(كِسْرَة ومُلاح) بمثابة “إرث لمطبخنا” وتوثيق لوصفات الطهي السوداني عبر منتج مطبوع، وإن شاء الله مستقبلا يكون رقميا، ليسهم في تكوين قاعدة بيانات لوصفات طهي سوداني وإثراء المحتوى الثقافي للمطبخ المحلي، ولخدمة قطاع الطهي في المستقبل، و يضم (كِسْرَة ومُلاح)60 من المأكولات التي قمت بتحضيرها وثمة العديد من الأطباق التي نشأت على مذاقها منذ الطفولة، من أمي “رحمة الله عليها “جليلة حسن غريبة ” و عقب ذلك من جدة أولادي المرحومة ” فرحولة محمد الريح السنهوري” و بنات عمتي “سلمى ونعيمة بيومي” حيث كان طهيهن تعبيرا عن الحب والتقدير وكرم الضيافة، وهن لطالما كن مصدر الإلهام الرئيسي فيما أقوم بإعداده من مأكولات شهية.
تشكل الدبلوماسية الثقافية الوجه الأبرز لسياسات القوة الناعمة، لتبادل الأفكار والمعلومات والفنون وباقي جوانب الثقافة بين الدول والشعوب من أجل تعميق التفاهم بينهم، والطهي كان الممارسة التقليدية التي استلهمتها بشغف من خلال ترحالي في العديد من الدول العربية والغربية، ويأتي أصدرانا لكتاب ” كسرة وملاح ” إلى تعزيز الهُوية السودانية والمحافظة عليها، لتكون قوة ناعمة وتسجيل حضورها عربياً ودولياً، باعتبار ذلك عنصراً من عناصر المحافظة على تراثنا ومأكولاتنا التقليدية، ولننقل صورة حضارية عنا تهدف إلى توثيق وحفظ وصفات أهم الأطباق التقليدية في الثقافة السودانية، حيث المطبخ السوداني عامر بعشرات الوجبات الشهية حد الدهشة.
ولأن الطعام يعد علاقة ثقافية بارزة تبرز الحدود الاجتماعية، وقبل ظهور القومية، كانت هذه الحدود التي تميز بين الجماعات العرقية أو الدينية أو الجهوية، وقد بقي هذا التمييز موجودا ضمن الدولة القومية، لكن فرقا واضحا بين التفاخر بالطعام في الخطاب الشعبي ووجود طعام قومي في الدولة.