ما يلي جزء مما كتبته السيدة آمال عزالدين في صفحتها الرسمية بالفيس اول أمس قالت:
( زرت يوم أمس الاربعاء الرابع من شهر نوفمبر ٢٠٢٠ مركز تصحيح الشهادة السودانية لتقديم المؤازرة والدعم لكافة المعلمين والمعلمين . قدمت لهم تحياتي وشكري على جهودهم وخصصت لهم مبلغ وقدره ٦٠٠ الف جنيه عبارة عن حافز تشجيعي وداعم لهم ) ..
اصدقكم القول انني في البداية قلت ان هذه الصفحة ربما طالها يد احد ( الهاكرز ) او ربما حدث خلط بين صفحتها وصفحة رئيس الوزراء او وزير التربية والتعليم . واجتهدت كثيرا حتى تأكدت ان الصفحة بالفعل صفحتها وانها بالفعل قامت بهذه الزيارة الميمونة وانها بالفعل تبرعت بهذا المبلغ الكبير .
السيدة والي الولاية الشمالية وهي المسؤولة عن واحدة من أفقر ولايات السودان ( تدق صدرها ) وتعلن انها تبرعت بهذا المبلغ وفي السودان هناك ١٨ والي ولاية واكثر من عشرين وزيرا اتحاديا ومعهم رئيس الوزراء وهناك ١١ عضو مجلس سيادة ومعهم رئيس مجلس السيادة .. وسط هذا العدد الضخم من المسؤوليين والدستوريين تخرج السيدة آمال عزالدين وتعلن انها خصصت ٦٠٠ الف لمعلمي ومعلمات مركز تصحيح الشهادة السودانية .. اي سفه هذا ؟؟
وحتى لا يزايد علينا احد نحن نقر ونؤكد ان المعلمون والمعلمات يستحقون هذا الحافز بل الاكثر من ذلك وهم الشموع التي تحترق لتضيء لاجيال المستقبل الطريق ..ولا خلاف في ذلك ولكن من الذي يدفع الحافز لهم ؟ هنا مربط الفرس .
هنالك مقولة شعبية متداولة وسط العامة تقول ( الناقص البيت بيحرم على المسجد ) والمعنى وبكلمات بسيطة مثلا اذا كنت تود التبرع بسجادة صلاة للمسجد وبيتك ليس فيه سجادة فلا تفعل ذلك بل خصص سجادة الصلاة لبيتك قبل المسجد .
ولاية تعاني في كل مناحى الحياة ابتداءا من الصحة وليس انتهاءا بالتعليم .. مرض حمى الوادي المتصدع مازال منتشرا في الولاية والمستشفيات في كريمة والدبة والمناطق المتأثرة بهذا المرض اللعين تئن تحت وطأة المرض والحوجة ماسة لكل المعينات الطبية من السرير وحتى المحاليل الوردية .
مركز غسيل الكلى في دنقلا وهو على مرمى حجر من مكتب الوالي التي تتبرع من مال الولاية توقف المركز اكثر من مرة خلال الايام القليلة الماضية لعدم وجود المحاليل المخصصة للغسيل .
لجان المقاومة في محلية البرقيق اعتصموا ايام وليالي وتمنعت الوالي كثيرا عن زيارة موقع الاعتصام وهو على بعد ٣٠ كيلومترا من مكتبها وارغمت ارغاما لزيارة موقع الاعتصام والجلوس معهم لمناقشة مشاكلهم ولكن السيدة الوالي لم تتردد لحظة واحدة ان تسافر لمسافة ٥٠٠ كيلومتر وتصل مركز تصحيح الشهادة والتبرع لهم !!! حتى دون ان يطلب احد منها ان تفعل ذلك .
مازالت آثار الفيضانات في الدبة ودال ومناطق اخرى كثيره ومازال الموطنون ينامون في العراء ويلتحفون السماء او في أفضل الاحوال يعيشون في خيام ونحن على ابواب موسم الشتاء وبرده الشديد في الولاية الشمالية ولكن السيدة الوالي تجاهلت كل هؤلاء،وقررت ان تخصص ٦٠٠ الف جنيه لمركز تصحيح الشهادة السودانية ..يا للهول
وانا كاحد مواطني الولاية الشمالية من حقي ان أعرف من اين تبرعت الوالي بهذا المبلغ ومن اي بند من بنود الميزانية وهل من حقها ان تفعل ذلك ومن الذي سمح لها بذلك في ظل ظروف الولاية التي قلناها والكثير الذي لم نقله .
هي نفس عقلية النظام السابق ونفس نمط التفكير ونفس البذخ ونفس التلاعب بالاموال العامة دون رقيب او حسيب . للاسف الشديد ثورة ديسمبر نجحت فقط في أزاحة رأس النظام وبعض معاونيه ولكن النظام ما زال موجودا بيننا بوجود شخصيات مثل والي الشمالية في مراكز السلطة فهؤلاء لن يتغيروا ولن يتبدلوا ومازالوا يمارسون نفس ممارسات النظام السابق .
كان الله في الولاية الشمالية