في صغره وهو رضيع أصابته حمى شديدة فأشفقت عليه أمه، امي رحمة، وكاتبت جده الإمام عبد الرحمن تطلب أن يدعو له بالشفاء. فكاتبها قائلاً لا تخافي على هذا الولد أنه محفوظ بعناية الله..
وثقت في مجلدات سيرته كم ائتمروا به ليقتلوه تصفية جسدية، ست مرات أيام النميري، وثلاث ايام الإنقاذ، وكم حاولوا تصفية قضائية مرتين ايام نميري وثلاث مرات ايام الإنقاذ، أما الاغتيال المعنوي فلم يقف يوما. ولكن الله حفظه ونجاه.
حينما اعتقل في 1995م، اعتقال المائة يوم ويوم أشاعوا حوله القصص أنه مريض بشدة وحرمونا لقاءه وأي خبر عن مكانه فأصابتني حالة غريبة من التوهان وبهلان العيون، وفي أول فرصة وجدها ليكاتب الوالدة سارا رحمها الله حرر لها رسالة مشفرة يذكر اخباره وما جرى معه، وفي نهايتها كتب: رباح مالها؟ أراها في المنام في أوضاع مزعجة، قولي لها أن تثق في العناية!
نعم إني أثق في العناية..
يا عناية الله ظلليه واحمه وأشف رئتيه وكل جسده وسلمي بصره وسمعه وفؤاده الذي يسع وطنا ويفيض.
يا إلهي وانت جاهي احفظ حبيبك وحبيب الملايين النعمة ونجه من الكوفيد كما نجيته من مايو المأفون ويونيو الملعون ومن كل متربص لا يخاف الله ولا يأبه بالقانون.
يا إلهي خذ بيده ليكمل رحلة العلاج في طريق التشافي السريع بلا إشارات وقوف..
يا إلهي.
يا إلهي
يا إلهي اجعل حفظه بين الكاف والنون..