كشف أن أحدث رواياته “الابن المجهول” في مراحلها الأخيرة
أكد الروائي الكندي يان مارتل، صاحب الرواية الشهيرة “حياة باي” أن الأعمال العظيمة للكتّاب والفنانين تبدأ بملاحظة صغيرة، وقال: “إن الإنسان لا ينتبه إلى الأشياء إلا عندما تدهشه، سواء كانت تلك الأشياء مادية أم عاطفية، فكل الفنون تبدأ بقدر معين من الشعور بعدم الارتياح تجاه الأشياء، وتتبلور عندما يحاول الفنان أن يتعرف على هذا الشعور، وبالنتيجة يدفعه لإبداع الأعمال الفنية”.
جاء ذلك خلال جلسة افتراضية عقدت (عن بعد) وأدارها بورتر آندرسن، مدير تحرير “ببليشنغ بيرسبيكتيف”، على منصة “الشارقة تقرأ”، ضمن فعاليات الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
كشف مارتل، الحائز على عدد من الجوائز العالمية، أن أعماله بدأت من ملاحظة الأشياء غير الاعتيادية، وأيد مارتل ملاحظات الروائي العالمي جون ماكسويل كوتزي، الحاصل على جائزة نوبل للآداب، حول الفنون التي يبدعها أصحابها نتيجة “نظرة ثاقبة” أساسها “الدهشة”، مؤكداً أن ملاحظة الأشياء تحفز العمليات الفكرية التي تؤدي إلى عمل فني إبداعي.
وذكر مارتل عدداً من الأمثلة من أحدث رواياته “الابن المجهول” التي أصبحت في طور مراحلها الأخيرة، مشيراً إلى أنها جاءت نتيجة قراءة الإلياذة، الملحمة الإغريقية للشاعر هوميروس، التي قرأ ترجمتها قبل بضع سنين، حيث سحرته حرب طروادة.
وأوضح أن رواية “الابن المجهول” تروي حكاية باحث يحصل على منحة للدراسة في جامعة أكسفورد العريقة، وخلال اطلاعه على النصوص القديمة، يكتشف جوانب جديدة حول حرب طروادة، ويبدأ بحث تلك الجوانب في محاولة لإعادة تشكيل ملامح تلك الفترة التاريخية، مشيراً إلى أن “الرواية مكتوبة بطريقة الأجزاء، والشعر، والملاحظات والهوامش التي يدونها الباحث عند اكتشاف وقائع جديدة تنجم عن بحوثه”.
وأكد مارتل أنه يقضي وقتاً طويلاً في كتابة رواياته، حيث أمضى ثلاثة أعوام لكتابة أحدث رواياته، وأضاف: “أنا بصدد التفكير بعدد من المواضيع لروايتي المقبلة، لمن هناك فكرتان تتنافسان في ذهني؛ الأولى حول مخلوق أسطوري يملك جسد حصان ورأس إنسان، يعزف على آلة الجيتار الكهربائي ويحب أغاني المطرب إلفيس بريسلي، لكنني لا أعرف ماذا سأفعل بهذه الفكرة بعد، فربما يمكن أن تصبح مقدمة لتأمل لقاء بين الشرق والغرب؛ كما أنني اشتريت السجل البحري الذي احتفظ به كريستوفر كولومبوس خلال أسفاره ورحلاته، في مزاد قبل بضع سنوات، ما جعلني أفكر في الكتابة حول رجل طموح وجبار لا يرحم أحداً، ولا يكترث لعواقب أسفاره، وهي فكرة تذهلني، وسأرى إلى أين يمكن أن تقودني”.
واختتم حديثه بالقول: “تشكل العملية الفعلية للكتابة لغزاً أمتلك الخطة اللازمة لحله وفك طلاسمه، فعندما أكتب الجملة الأولى، أكون قد عرفت كيف ستكون الأخيرة، لكنني أبقى مندهشاً، فالكتابة مثل السفر؛ مع أن الإنسان يُعِدّ خطة السفر، ويحزم أمتعته، ويُحضّر الخريطة وكتيّب الإرشاد السياحي، يبقى السفر مغامرة يمكن أن تغيّر كافة الخطط المسبقة في أي لحظة”.