في الأحساء الجميلة شرقي المملكة العربية السعودية جمعتنا محاسن التلاقي بزملاء أعزاء من مختلف الجامعات السودانية والغربية، غادروا السودان، وكونوا وطناَ صغيراَ في الأحساء (كامل دسم) السودانية، فظلت المدينة الشرقية في الجزيرة العربية مكاناً وجدانياَ نلبس فيه العمة والجلابية ونلبي دعوات (السماية) ونهرع للمقابر (والفاتحة) ونعاود المرضى في المستشفيات (ونتلاوم) ونتعاتب ،في هذا الجو السوداني جاء أستاذ جامعي سوداني الأصل أمريكي الجنسية من الولايات المتحدة الأمريكية، ليعمل لسنوات رئيساً لقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فيصل، كان البروفسير جعفر عباس الأمين سودانياَ حتى النخاع، لم نلمس فيه روح (الخواجة) ،
وإنما كانت فيه مسحة بداوة وأصالة وانتماء ينظم الشعر المحلي ويباري بأشعار في غاية الروعة صديقه الدكتور عمار مبارك ، فمن يستمع للهجته يجيئه الإحساس أن البروف ما زال هناك في (الوادي السعيد) بحجر العسل بولاية نهر النيل حيث المولد والنشأة، فقد درس هناك المرحلة الابتدائية والمتوسطة ثم شندي الثانوية ، ومن بعد كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، وبعد تخرجه عمل معيداً بها ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1999، حيث أكمل دراسة الماجستير والدكتوراه بجامعة كارولينا الشمالية وعمل بعد ذلك بشركة (بكتل) لتوليد الطاقة ،ثم كانت محطة جامعة الملك فيصل حيث التقينا به، ثم بروفسير بجامعة ويسكونسن، وحالياً بروفسير بجامعة (ستاديل) بكارولينا الجنوبية وهى إحدى الجامعات العريقة في العالم حيث تأسست عام 1842.
كان لا بد من هذه المقدمة وقد اهتم الجمهور السوداني خلال اليومين الماضيين بالشابة الصغيرة ريم جعفر عباس الأمين ووالدها البروف جعفر، وهما ضمن الحملة الداعمة لترشيح الريس جو بايدين، والصورة التقطت لهم اثناء اللقاء مع الرئيس (بايدين) بولاية ويسكونسن التي نتيجتها كانت لصالح بايدين هذا العام، بينما كسبها ترامب عام 2016، وريم طالبة بالصف الثاني بالمرحلة الثانوية وهي ضمن أميز الطلاب المتفوقين في منطقتها لذا فإن الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة الامريكية اهتم بها وجعلها تقود نشاطاً كبيراً وسط الطلاب ساعدها على ذلك مهاراتها الاتصالية العالية ووعيها السياسي المبكر ،مما جعلها من المقربين في الحملة الانتخابية، هذا إضافة إلى أن والدها البروف جعفر وأسرته من الأعضاء البارزين بالحزب الديمقراطي وقد ظل فاعلاً ومستشاراً في الكثير من الأنشطة منذ العام الماضي.
إن احتفاء السودانيين بهذه الصورة هو احتفاء بالشخصية السودانية التي استطاعت أن تبرز مهاراتها في أكبر تجمع ديمقراطي في العالم، وهو احتفاء أيضاً بالنبوغ الباكر للسودانين المتمثل في الطالبة السودانية الامريكية ريم والتميز الأكاديمي والسياسي المتمثل في والدها البروف جعفر عباس، وهي دون شك ستكون اسماً كبيراَ في عالم السياسة الأمريكي.
لقد أسعدتنا نحن أصدقاء البروف حعفر غباس الأمين هذه الصورة مثلما اسعدت الملايين في السودان،وهي صور تحمل الكثير من الدلالات ويمكن النظر اليها عبر نوافذ متعددة.
هشام عباس زكريا