هل تذكرون كيف كان شعر جِلد المرء “يتكلّب” وكأن صاحبه يُحلِّق في السماء في بداية شهور الثورة حين كان يضرب سمعه الصوت الشجي للمُغنّي الذي كانت في تلك الأيام تُردِّد وراءه أصوات دافئة وهي تُنشِد الأمل وتقول:
الصباح أهو لاح … جرِّي توب الليل من وجيه النيل وألبسي الافراح !!
هل تذكرون كيف كانت النفوس تمتلئ بالثقة والأمل في أن تتحقق أماني الشارع وأن تُشرق عليه الشمس بعد سواد ليل طويل وكالح حين كان يأتي الصوت على المقطع الذي يقول:
يا رفيقة الهم كندِكي المشوار .. الضمان ميدان والأمل ثوّار !!
في تلك الأيام كان المعني بالصباح الذي لاح بسقوط النظام واضح ومعلوم ومدوّن في عقول الشعب. كانت القلوب في تلك الأيام لا ترى في لوح الصباح معنىً غير أن تتم محاكمة عُصبجية الإنقاذ عن جرائم القتل والتعذيب والنهب والسرقات؟
من كان يظن أن تنتهي ثورة بهذه العظمة والتضحيات وبعد صبر وإنتظار بالحاجة “نعمات” في رئاسة القضاء و “الحبر” على رأس النيابة العامة !!
سوف يظل الأمل يجري في عروقنا، وسوف يظل الصباح لائحاً في الأفق حتى تشرق الشمس وتبلغ كبد السماء.
لن يسقط القلم !!