رحيل دكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و كبير المفاوضين الفلسطينيين (اليوم ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠ بعدما تعرض لوباء كورونا) شكل خسارة كبيرة للفلسطينيين والصحافيين، ولكل من يحترم ويدعم حقوق الشعوب المظلومة في الحرية والعدالة والسلام.
فلسطينيا استحق الراحل أن يوصف بأنه (مستودع اسرار مفاوضات السلام) ) فقد واكب تطورات قضية شعبه على مدى سنوات عدة ،والأهم أنه كان متمسكا بعدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في حياة حرة كريمة .
كان صوته يعبر عن ذلك قبل أن يتعرض أخيرا لفايروس (كورونا)وكانت أجريت له عملية زراعة رئة في وقت سابق.
صحافيا عرفت الرجل عن قرب أثناء فترة عملي صحافيا في قطر ،وأجريت معه أحاديث عدة الى (صحيفة الحياة اللندنية) واستمعت ونقلت رؤاه ومواقفه وتحليلاته للأحداث .
أذكر للراحل أنه كان يتعامل معي و زملاء آخرين باحترام وتقدير لدور الصحافي ، وحتى في ظروف انشغاله بلقاءات مع كبار المسؤولين القطريين كان يحرص على أن يدلي بتصريح مقتضب ،أو يطلب مقابلته في توقيت لاحق.
صائب عريقات بوعيه وعلمه وتقديره لدور الصحافي ضرب مثلا رائعا عكس (اخلاق السياسي صاحب القضية) الذي يعرف دور الصحافة والصحافيين في نقل المعلومة والموقف ، احتراما لحق الصحافي والناس في ان تتدفق المعلومة، وأن يطل الموقف بشأن تطورات الأحداث بيسر وسهولة.
أرى أنه مثال حيوي لمسؤول يعي أن دوره لا ولن يكتمل من دون صحافة مهنية حرة .
في رحلتي مع صاحبة الجلالة (الصحافة) التقيت رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولين باختلاف درجاتهم و(مستوى تفكيرهم) ،وبين هؤلاء كان عريقات شخصية تتمتع بثقل فكري وسياسي اتفق الناس أو اختلفوا مع رؤاه ومواقفه بشأن (التفاوض) وكيفيات الانتصار لحقوق شعبه .
أسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة ، والتعازي لأسرته،وأهله وشعبه ، وأحبابه .
محمد المكي أحمد
لندن -١٠ نوفمبر ٢٠٢٠