اقتبست عنوان المقال من المسرحية المصرية الشهيرة ( انتهى الدرس يا غبي ) ولم ارض ان أكمل العنوان كاملاً حتى لا يصفني احدهم بالوقاحة. رغم أن فصول روايتنا في مسرح اللامعقول السوداني قد اكتلمت بكل فصولها وبدأنا في البحث عن الغبى .. من هو ؟؟ نحن ام هم أم كلنا، وان كنت شخصياً أميل ميلاً عظيما للفرضية الثالثة.
ها هي حكومتنا الموقرة تعلن و على رؤوس الاشهاد أن يوم الأحد القادم عطلة رسمية في البلاد وبمناسبة عظيمة!! وهي( أي المناسبة) هي استقبال أبطال السلام الذين سيصلون الخرطوم يوم الأحد. وكنت أعتقد أنهم سيصلون الخرطوم من احراش الجنوب أو من سهول وبوادي دارفور أو من جبال الانقسنا في النيل الأزرق أو من معسكرات اللاجئين في دارفور او دولة تشاد.
ولكن سيصلون الخرطوم قادمين من الإمارات المتحدة بعد ان أدوا هناك شروط الولاء والطاعة لحكامنا الجدد في ابوظبي ودبي .. ولم نندهش فقد انتهي زمن الدهشة والاستغراب. فحكام الإمارات اعتبرونا جزءاً من إماراتهم المتحدة لذا ارسلوا طائرة خاصة لزعيمنا الكبير الصادق المهدي (والذي نتمنى له عاجل الشفاء ) ليستشفى عندهم .
حتى مبارك اردول عندما اراد البحث عن شركات صينية للعمل في تنقيب الذهب لم يذهب إلى بكين أو شنغهاي، ولكنه طار إلى دبي، والتقى بالشركات الصينية هناك وكيف لا وحكامنا الجدد في الإمارات يرغبون في أن يتم كل شيء متعلق بدولتنا تحت سمعهم وبصرهم، حتى البحث عن مستثمرين يجب ان يتم أما عندهم او عن طريقهم.
وأكتلمت فصول روايتنا المحزنة بتنسحاب الحزب الشيوعي من قوى الحرية والتغيير، وقرر الحزب العودة إلى جماهيره في الشارع العريض، وذلك بقرار صحيح، ولكنه في الزمن الخطأ. وتركوا الساحة تماماً للهبوط الناعم بكل أشكاله وألوانه باحزابه وعساكره وجبهته الثورية.
وأقول بملء فمي للحزب الشيوعي اعتذركم الآن لن يفيد، واعتذاركم الآن لن يعيد لنا ثورتنا كما كانت. كان عليكم الخروج يوم أن اعترضتم على الوثيقة الدستورية، وكان عليكم العودة إلى الشارع في ذلك الوقت وليس الآن .. تريدون الانسحاب الآن، وبعد أن وصلنا المرحلة التي لا نعلم فيها من اين تصدر قراراتنا أهي من الخرطوم أم من ابوظبي ؟ تريدون الانسحاب الآن بعد أن اختلط الحابل بالنابل .. أسفي عليكم وعلى قراراتكم.
وأين ثوار ديسمبر؟ تركتم ثورتكم المجيدة لابوظبي والجبهة الثورية التي ذهبت إلى هناك لتشتكي لهم أن الحكومة الانتقالية لم توف بأول بند في اتفاقية جوبا، وهي دفع مبلغ ١٠٠ مليون دولار كدفعة أولى حسب نصوص كارثة جوبا.
وهل يعلم هؤلاء الذين اسميتموهم زورا وبهتانا بقادة السلام؟ هل يعلمون أن الدولة عجزت عن توفير ١٥ مليون دولار لطباعة الكتب المدرسية؟ وأنتم تطالبونها بسداد ١٠٠ مليون فوراً، والا سنذهب لابوظبي ونتقدم بشكوانا لهم . تباً لكم وتباً لاتفاقيتكم .
وللقصة فصول اخرى سنأتي لها ان كان في العمر بقية.
رمزي المصري