ليلة البارحة ذهبت إلى مكتبتي المفضلة أسأل عن وصول كتب عن التطبيع مع إسرائيل. وكان أحد الأصدقاء في الخرطوم قد طلب ذلك.
في كل مرة أزور هذه المكتبة أعثر على الجديد من ثمرات المطابع. وقد وجدت كتابا طريف العنوان، طريف المحتوى.
العنوان: البشر موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء.
لا يهدي المؤلف توم فيليبس كتابه لعائلته، وبدلا من ذلك يهديه لكل من فشل فشلا ذريعا.
يقول: “لقد وضعت كتابي هذا لأحكي فيه عن البشر وقدرتهم العجيبة على تخريب كل شيء”… ويتعجب من ذلك الإدراك الفقير لدرجة مخجلة أننا إذا غيرنا هذا، فإن ذلك سيقود إلى شيء آخر مختلف، وحينها يحدث ما هو أسوأ.
يستهل المؤلف كتابه بقصتين من قصص الفشل الذريع؛ قصة لوسي القردة الإثيوبية قبل ملايين السنين حاولت تغيير الشجرة التي كانت تقف عليها، فسقطت على الأرض وتهشمت عظامها…
وربما كان ذلك قبل تطور القردة إلى قردة عليا وتعلمها أن لا تترك الفرع الذي تتعلق به قبل أن تمسك بالفرع الآخر. والإضافة من عندي اقتباسا من حكاية سودانية قديمة عن (العبلاي) – وهو القرد بلغة أهلنا في دارفور – الذي وصى ولده.
والقصة الثانية قصة سيغريد العظيم أحد أبطال القرن التاسع. انتصر على عدوه، وعاد ممتطيا حصانه بعد المعركة وقد تدلى رأس عدوه من سرج حصانه. غير أن أسنان عدوه كانت تخدش فخذ البطل سيغريد أثناء السير مما أدى لإصابته بالتهاب لم ينج منه.
سيغريد العظيم بطل مميز لأنه مات على يد عدو قطع رأسه بيديه وعلقه في سرج حصانه…
درس عظيم في الفشل، إذ لا بد أن نختار عدوا يعتني بأسنانه جيدا.