(١)
حينما بزغ فجر (الانتفاضة) التى سقط على إثرها نظام مايو فى عام ١٩٨٥م .. كان السفير الراحل صلاح احمد إبراهيم يمنى نفسه أو كان يحلم بأن يتبوأ منصب وزير الخارجية فى تلك الحكومة الانتقالية، التى أعقبت الانتفاضة المجيدة!!
(٢ )
اتكأ على جدار تلك الاحلام على قليل جداً من النضال السرى الذى كان يمارسه فى الخفاء، وهو مايزال سفيراً للسودان فى الجزائر.. ولم يك ذلك نضالاً، بل كان انتقادا للنظام مثله مثل كل المعارضين لنظام مايو، من دون أن يتم زجهم فى دهاليز السجون، كما كان حال الفئة التى وقفت ضد النميرى بكل شراسة، حتى لاقت أمر العذاب فى السجون أو الفتك أو الاعدام!!
(٣)
هرب صلاح من السفارة ولاذ بالشريف حسين الهندى فى ليبيا الذى الحقه مستشاراً دبلوماسياً بالسفارة الفرنسية فى بريطانيا!
(٤)
من هناك اصبح يقدح نيرانه الشعرية ضد مايو، ويكتب كثيراً من المقالات الانتقادية فى مجلة(الدستور) التى كانت تصدر شهرياً فى العاصمة العراقية بغداد بتمويل من صدام!!
(٤)
عدّ نفسه مناضلاً جسوراً، وهو الذى عمل فى ظلال مايو سنوات طويلة..بل كان يرقد فى أحضانه يغزل من خيوط الغزل شعراً لأجمل الفتيات، وانتابه اعتقاد ساذج بان مثل هذا النضال سيؤدى به الى السودان وزيراً بعد زوال النظام!!
(٥)
تبددت أحلام صلاح بعد اختيار السفير ابراهيم طه ايوب الذى كان يعمل فى نيروبى وزيراً للخارجية، والذى اجبرته فعاليات الانتفاضة وقيادتها للمثول لهذا المنصب او لتولى هذه الحقيبة لمواقفه الصلبة!
(٦)
وسرعان ما تبدل (قلم) صلاح الذى كان يصب جام غضبه فى نظام مايو إلى انتقادات جائرة وفى نفس المجلة التى كانت يصدرها حزب البعث العربى ضد غريمه ابراهيم ..كأن ابراهيم قد قفز به من نافذة الطائرة!!
(٧)
مثل هذه الشطحات كثيراً ما تبدر من بعض الذين يسبحون فى نهر الأحلام، ولا يجيدون فن السباحة، ويموتون قهراً بعد أن تصيبهم امراض نفسية .. وفى هذه الايام هناك رائد بحرى يدعى محيي الدين محمد نور وهو بالمعاش يرسل هتراته عبر رسائل صوتية ضد رئيس الوزراء (حمدوك)، فيها كثير من الهجوم السافر والآراء التى لا تتطابق مع الواقع..ربما هو ايضاً كان يحلم بأن يكون وزيراً للداخلية بعد زوال الإنقاذ.