في ظروف استثنائية ومعقدة جرت الانتخابات الرئاسية الأميركية، في ظل جائحة كورونا وتغيير طريقة الاقتراع.
إلي جانب المراكز، تمت إضافة التصويت عبر البريد. في انتخابات العام 2016 تفاجأ العالم بأسره بفوز الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترمب بالرئاسة علي مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون في وسط دهشة حزبها الذي ظن انه انتصر بالسباق في الساعات الأولي في الثالث من نوفمبر 2016م، إلاّ أن المسار قد تغير وأصبح الحزب الجمهوري هو محرك الدفة حتي النقطة الأخيرة، وإعلان النصر في تلك الانتخابات. فالسؤال هو، كيف خسر الحزب الديمقراطي؟
كما يعلم كل متابع للشارع الأميركي السياسي وفي الفترة التي حكم فيها الرئيس السابق باراك اوباما الولايات المتحدة، كانت الانتقادات تتزايد على أدائه واداء الحزب الديمقراطي من كل حدبٍ وصوب، بالرغم من الاداء المقبول لتلك الفترة.
الجمهوريون في مجلس الشيوخ والكونغرس كانوا يفعلون ما بجهدهم لإقصاء الرئيس اوباما في كثير من خططه حتي يظهر للشعب بصورة أسوأ من التي هو عليها، وقد نجحوا تماماً في ذلك، فأصبح الشارع معبأ ضد الحزب الديمقراطي وكل سياساته.
كما كان لضعف المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون الأثر الأكبر في خسران الانتخابات، فهنالك ادعاءات عدة أُثيرت ضدها مما غير في مجري سير الانتخابات.
وكان أيضاً لشخصية الرئيس الحالي دونالد ترمب الدرامية التي لا تصلح ولا تشبهه رؤساء الولايات المتحدة الأميركية الدور الأكبر في طمأنة الحزب الديمقراطي بالفوز، فقد كانت ثقة الحزب تزداد كلما غرد عبر التويتر او صرح في الاعلام. إذن ماذا تغير في هذه الإنتخابات الرئاسية للعام2020.
اولاً: قد وعي الحزب الديمقراطي الدرس تماماً في هذه السنة، وعمل لتفادي السقوط مرة أخرى بالرغم من كبر سن مرشحهم نائب الرئيس السابق جو بايدن، فقد رتب الحزب صفوفه و أطلق حملات الاستقطاب والتوعية المبكرة، فكانت عبر المتطوعين المنتمين للحزب، وكانت الحملات عبر الاتصال او طرق البواب لكل الديمقراطيين وحثهم علي التصويت وخاصةً المبكر منه وعبر البريد.
ثانياً: أداء الرئيس الحالي دونالد ترمب السيء للغياية الذي فشل في إدارة كل الملفات الدستورية، السياسية والصحية. فكل الأميركيين العقلاء ديمقراطيون وجمهوريون لم يدلوا بأصواتهم لصالح ترمب هذه المرة، بعد أن أعاد اميركا الي بداية القرن الماضي من التفرقة الاثنية والدينية ومخالفته للدستور في التعامل مع هذه الملفات.
أما تعامله مع ملف كورونا بذاك التهاون، قد أفقده كثير من ثقة الشعب الأميركي وخاصة النساء لشعورهن بالتعامل بعنصرية من قبل الرئيس. فهاهو الرئيس دونالد ترمب يسقط بالطريقة نفسها التي سقطت بها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون في سباق الرئاسة للعام 2016. وسيكون ترمب الرئيس الثالث عشر في تاريخ الولايات المتحدة لم يفز بالدورة الرئاسية الثانية منذ خسارة بوش الأب عام 1993.
فهل اتعظ الحزب الديمقراطي؟ أم الشعب الأميركي؟ أم كليهما؟