شيد مستشفى دلقو 1961 بالتزامن مع مستشفيي ابو عشر في الجزيرة وسنكات بالبحر الاحمر. وكان بهيا متينا لمراعاة الدقة والمعايير العالية في بنائه الذي اشرف عليه مهندسا مقيما شقيق الفنان عبيد الطيب مبدع اغنية يا روحي سلام عليك العذبة ورقي مسؤولا كبيرا في وزارة الاشغال فيما كان رجل الاعمال البارز جاد غريب مقلد المقاول وقد اخلص الرجلان فيه ويسنحقان ابراز اسميهما في اللوحة التعريفية التي اقترحتها
وقد عاشرت جاد التاجر الشهير القيادي الثري صاحب المسجد الجامع في السوق العربي حين عملت مديرا لتعليم الكبار في مجلس ارقو الذي كان رئيس مجلسه وكان يخصني بقدر من السكر حين ازور الاسرة والاهل في دلقو تقديرا لخدماتي.
لاحقا بني شقيقاه مستشفيا عبري الذي كان مقاوله عباس محمود صاحب اول واشهر عمارة في عطبرة والبرقيق وغيرهما لكن ظل بناء مستشفى دلقو مثالا الى اليوم حتى مقارنة بالاحدث.
وما زاد في ٱلقه حرص عمنا مختار طه باشممرض المستشفى النشط على بهائه حتى صنف انظف مستشفى في الشمالية زمنا.
زار دلقو ذات مرة البروف عبد الله احمد عبد الله حاكم الاقليم الشمالي المؤسس وكان يعرفنا بحكم عملنا في الشٱن العام مدير جامعة الخرطوم قبلا وسفيرنا في واشنطن لاحقا ومدير لجنة الانتخابات القومية وذهبنا به للمستشفى فطاف به فتوقفنا ووفده المرافق في ظل عنبر القايني اي التوليد والححنا عليه ان يتبرع للمستشفى فضرب بعصاته الجدار وقال ضاحكا:
مستشفاكم دة مية سنة ما يحتاج لصيانة
انتو قايليني شنو انا ما طياني زي اهلي فضحك الجمع.
ومن الطريف ان نفسي سولت لي خلال العطلة المدرسية الصيفية الطويلة وانا تلميذ في مستهل الوسطى ان التحق عاملا في بناء المستشفى واكسب مالا وفيرا فحدثت امي التي اجتهدت في غسل جلبابي الوحيد والعراقي.
بعد ان شربت شاي الصباح توجهت لموقع البناء على ظهر حمارتي السوداء العنيدة الكسولة ولما وصلت كانت الشمس قد ارتفعت مقدار رمح فوجدت العمل دائرا منذ الفجر والعمال مفتولي العضلات ينشطون بهمة النحل فلم اقتنع بان جرمي القليل وملابسي الناصعة وبعد مسافتي تؤهلني لزمالة ٱولئك العماليق فوقفت مستندا الى حمارتي نحو ساعة اتفرج بدهشة وعدت مقتنعا بفشلي.
سياتل