مواصلة لمقالي السابق ( انتهى الدرس ) . اليوم اسدل الستار على الفصول الاولى من المسرحية . وفتحت الستارة للفصل قبل الاخير . وقد سبق فتح الستارة بعض الامور التي لا يجب المرور عندها دون توقف . مثل اكتشاف المقبرة الجماعية لما يعتقد انها مقبرة تضم رفات عدد غير معروف حتى الان من مفقودي اعتصام القيادة .
من المدهش ان الكشف عن مقبرة شهداء رمضان ١٩٩٠ لم يتم الا بعد ثلاثون عاما قضاها اسر الشهداء وهم لا يعلمون اين تم دفن شهداء رمضان ١٩٩٠ . بينما الكشف عن مقبرة شهداء فض الاعتصام تم في وقت قياسي لم يتعدى بضعة اشهر !!!! .
والقصة لا تحتاج الى اي قدر من الذكاء لفهم الاسباب التي ادت الى الكشف السريع عن المقبرة مع التأكيد هنا ان اجتهاد اللجنة المكلفة عن كشف الحقائق لم يكن اطلاقا سببا من هذه الاسباب
ويبدو ان كشف المقبرة ستكون اداة من ادوات الهبوط الناعم السلس وستكشف لكم الايام ما يجري خلف الغرف المغلقة ومن باع ومن اشترى ؟؟
وآن لنا هنا أن نسأل ما مصير الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير بعد إتفاقية جوبا ( لن اعطيه شرف ان اطلق عليه اتفاقية سلام ) .
ولعل الجميع تابع الهجوم الذي تعرض له ممثل
قوى الحرية والتغيير من الجماهير التي تابعت
فعاليات الاحتفال في ساحة الحرية ظهر اليوم
عندما وقف السيد ابراهيم الشيخ في المنصة
هتفت الجماهير ( اطلع بره ..اطلع بره ) وكانت الرسالة واضحة ولا تحتاج الى اي تفسير .. دفنت الوثيقة الدستورية ظهر هذا اليوم ودفن معها قوى الحرية والتغيير .. كيف لا تدفن الوثيقة وهناك بند واضح في اتفاقية جوبا تؤكد ان الاتفاقية تعلو على الوثيقة !! وكيف لا تدفن قوى الحرية والتغيير وكثيرون من قادة الحركات المسلحة يؤكدون ان الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية يجب تغييرها .. قالها اليوم وبشكل واضح المستشار السياسي لحركة العدل والمساواة عبر التلفزيون الرسمي في البرنامج المصاحب للاحتفال .. هو قالها بوضوح وغيره من القادة قالوها تلميحا .. بل تم تصنيف قوى الحرية والتغيير الى حمائم وصقور . وللاسف الشديد ان احد الحمائم ( حسب تفسيرهم ) هتفت الجماهير ضده اليوم فكيف سيكون مصير الصقور اذن ؟؟
المحصلة ان الهبوط الناعم قد تم بالفعل ولكن ليس كما كان يتمناه اهل الهبوط الناعم بل الذي حدث هو هبوط خشن جدا ادهش حتى دعاة الهبوط الناعم والذين ومن دهشتهم يتلفتون وهم غير مصدقين لما يجري أمام اعينهم .
الذين يعتقدون ان التحالف الجديد بين المكون العسكري والحركات المسلحة ستضع حدا لسيطرة مكونات محددة لتاريخ السودان
السياسي حسب ما يظنون هم . وهو قطعا اعتقاد خاطيء ولا حظ له من الواقع ..
اقول لهم ان اثيوبيا قد اعطتكم تجربة وعلى طبق من ذهب فلنستفيد كلنا وبلا استثناء من التجربة المريرة التي تمر بها دولة اثيوبيا حاليا .
مرحبا بقادة الحركات المسلحة الموقعة منها والتي لم توقع ..مرحبا بهم في الخرطوم ومرحبا بهم في كل مفاصل الحكم للمشاركة في حكم السودان جنبا الى جنب مع كل ابناء السودان في شماله وغربه وشرقه وجنوبه الجديد . ولهم الحق الاصيل في هذه المشاركة مع كل ابناء السودان ولكن ليس لهم الحق في السيطرة . وكما ذكرت آنفا على الجميع ان يضعوا تجربة اثيوبيا تحت المجهر ويدرسونها جيدا لأن حالة اثيوبيا شبيه جدا بحالة السودان لحد التطابق .
حفظ الله السودان وحفظ شعبه في الشمال والجنوب والغرب والشرق
وكل هبوط ناعم وانتو طيبين