لم يسرقوا الثورة وحدها، بل سرقوا آمال وأحلام أجيال انتظرت طويلاً؛ لترى وطناً كما يستحقون. وهكذا يستمر الوطن في نزفه، دافعاً فواتير السم الإسلاموي الذي ظل يتجرعه لثلاثة عقود متوالية.
سلام وهمي أفضل منه انفصال دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان. لا اعرف كيف ينام كل من ساهم في تدحرج الوطن إلى هذه الهوة السحيقة هنيئاً قرير العين. ومع ذلك يظل الأمل في استعادة السودان الذي كان.
جزى الله كيزان السودان وحلفاءه من العسكر ومن الساسة، ومن كل العملاء المتحالفين مع وكلاء الاستعمار في الإقليم الذين ما صدقوا ان مرض هذا الوطن الشامخ فتكالبوا عليه ينهبون أرضه وذهبه ومعادنه، ولا يبقوا فيه ماء يذهب ظمأ السودان في التنمية والنماء.
غدا ستعرف الأجيال القادمة من الذي باع، ومن الذي اشترى، ومن الذي صمت أمام وطن يذبح أمام ناظريه.
اختفى الإمام وحزبه وهم منشغلون بحفنة دولارات من دولة تضم حفنة من البشر اقل عدداً من تلك الاعناق المشرئبة لغد ظنوه جميلاً في شوارع امبدة واللفة. وينام من حكم بالحديد والنار لثلاثة عقود باسم العقيدة والوطن بعد أن أشعل الحروب وأهدى السودان لغة السلاح والعنف.
ويمضي اليسار متابطاً فشل عقود طويلة من القرارات الخاطئة ولا يبالي.. ويتحالف ابراهيم الشيخ وحزبه ضعفاً وهوانا مع حملة السلاح قديمهم وجديدهم.
ويبقى الأمل في قوى الثورة التي لا يهمها المال والمنصب وكل أملها في استعادة السودان وطناً معافى من دنس الكيزان.
ويا سلام يا «سلامنا» الذي حلمنا به.. اضاعوك وأي وطن اضاعوا.