ليس هناك مفر من إعادة هيكلة الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، قوى الحرية والتغيير بشكلها القديم لم يعد لها وجود بعد أن انسحبت كيانات وجمدت كيانات وانضافت إلى الحكومة كيانات جديدة. قوى الحرية والتغيير بعد انتصار الثورة لم تعد قوى ثائرة وإنما قوى حاضنة للحكومة، وبالتالي هذا الوصف ينطبق على كل كيان داعم للحكومة الانتقالية ويعمل على انجاحها.
هناك حقائق أصبحت بينة لا مجال للتردد حولها والسعي لتغييرها لانه ليس هناك جدوى في ذلك، انسحاب الحزب الشيوعي أصبح حقيقة واقعة ومعارضته للحكومة الانتقالية أصبح واقعا، ويجب أن تتعامل معه الحكومة وحاضنتها السياسية على هذا النحو، بلا أي مجاملات او رجاءات، سكرتارية تجمع المهنيين المختطفة بواسطة كتل الحزب الشيوعي المهنية انسحبت كذلك من قوى الحرية والتغيير وأصبحت بذلك معارضة للحكومة وحاضنتها، ولا يجب التعامل معها الا وفق ذلك.
حزب الأمة القومي جمد نشاطه وأعلن استمراره في التنسيق مع قوى الحرية والتغيير وأعلن دعمه الكامل للحكومة الانتقالية، وهو بالتالي داعم رئيس لاستمرار وثبات الحكومة الانتقالية، وحيث أن حزب الأمة هو الحزب الأكبر في السودان والحزب الفائز بالانتخابات الديمقراطية في آخر ديمقراطيتين فيجب أن يعامل على هذا النحو ويفسح له في الحاضنة السياسية ككتلة قائمة بذاتها، حتى يسند هذا الحزب الضخم حكومة الفترة الانتقالية في ظل معارضتها بواسطة الكيزان والشيوعيين.
الجبهة الثورية أصبحت حكومة، وهي في بداية الحراك الثوري كانت جزء من قوى الحرية والتغيير لولا خلافاتها التي ظهرت بعد إسقاط المخلوع، الآن يجب أن تعود الجبهة الثورية إلى قلب الحاضنة السياسية ليست كمكون من مكونات قوى الحرية والتغيير، وإنما ككتلة قائمة بذاتها، فهي في الأصل أصبحت بناءا على اتفاقية سلام جوبا حاضنة سياسية تتمتع بحظوظ مقدرة في السلطة التنفيذية والتشريعية، عليه ولمصلحة كل الأطراف ومصلحة حكومة الثورة أن يستعاد عضوية الجبهة الثورية داخل الحاضنة السياسية ككتلة مستقلة.
تجمع المهنيين المكون من الكيانات المهنية التي رفضت الاختطاف ورفضت الانسحاب من قحت وظلت داعمة للحكومة الانتقالية، يجب أن يستعيد مكانه داخل الحاضنة السياسية للحكومة كتجمع للمهنيين الثوار مع إعادة توسيع صفوفه بإضافة كيانات مهنية داعمة للثورة، ليكتمل بذلك عقد الكتل المكونة للحاضنة السياسية الجديدة على النحو التالي( قوى نداء السودان، قوى الإجماع الوطني، قوى المجتمع المدني، الجبهة الثورية، حزب الأمة القومي، تجمع المهنيين، التجمع الاتحادي المعارض )، هذا التشكيل الجديد يبدو واقعيا ومنطقيا ومراعيا لحال الواقع والاوزان الراهنة والتاريخية، ويمكنه بهذا التشكيل ان يمثل حاضنة سياسية صلبة تسند الحكومة الانتقالية حتى المرور بسلام عبر كامل الفترة الانتقالية.
sondy25@gmail.com