رأيت في المنام أمس الجمعة أنني في حضرة لال العزائم بالسودان وكان مطلوباً مني الحديث فيها لكنني وجدت من بين المتحدثين شخصية عسكرية من المجلس السيادي الحالي، إنسحبت لأجلس مع أبناء الطريق وأقول كلمتي كما قلتها من قبل في حضرة حية تحت رعاية شيخ الطريق الراحل المقيم مولانا سيف الدين محمد أحمد عليه رحمة الله ورضوانه.
بعد أن إستقظت تذكرت رؤيا سابقة عند كنت محبوساً في بيت الأشباح الذي كان بالقرب من “سيتي بنك” وقد رأيت فيها الشيخ سيف الدين يلقي علي محبته في هذا الحبس الإنفرادي في قضية نشر .
أكتب هذا لإحساسي ببعدي الجسماني والجغرافي رغم حرصي على الصلوات والأوراد والأدعية صباح ومساء التي كنت أرددها بلا وعي عندما كنت صغيراً بصحبة والدي عليه رحمة الله في زاوية العزمية بعطبره وفي المولد النبوي الشريف لكنني بعد ذلك حفظتها واستوعبت معانيها.
أعلم أن الطريق ليس مجرد صلوات وأوراد ومواجيد لكنه طريق محبة وسلام وإخاء بين كل أبناء الطريق وكل أبناء الله بغض النظر عن إثنياتهم وجهاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.
اداب الطريق دلتني على القيم الاصيلة للدين الحق الذي جاء للبشرية جمعاء ليخرجها من الظلمات إلى النور بالمحبة الخالصة لله وللنور الذي بعثه الله رحمة للعالمين.
حمدت الله الذي يسر فرصة الحياة في دولة أستراليا المتعددة الإثنيات والثقافات التي وفرت لكنا كل مقومات الحياة الحرة الكريمة وأمنت لنا حرية العقيدة والعبادة وهي تزخر بالمساجد ودور العبادة وتحميها من أعداء السلام المجتمعي الذين لم تسلم مجتمعاتنا من شرورهم.
لقد حُرمنا جزئياً من ممارسة الصلوات خاصة صلاة الجمعة في المساجد في أعقاب إنتشار جائحة كوفيد 19 لكن بعض المساجد ظلت مفتوحة للصلاة مع الإلتزام بالضوابط الصحية وتقسيم المصلين في مجموعات متتالية.
إننا في أمس الحاجة في كل مكان وزمان للتمسك بهذه الاداب السمحة التي تجسد سماحة الدين الحنيف وتحفظه من جماعات الغلو والتطرف وكراهية الاخر وقهره وإكراهه بما يتعارض مع القاعدة الدينية لا إكراه في الدين الذي ربط الله سبحانه وتعالى الإيمان به بالإيمان برسله وكتبه وملائكته وقدره خيره وشره.
ربنا يلطف بكم وبنا وبكل عباده.