عبر رئيس حركة جيش تحرير السودان والقيادي بالجبهة الثورية القائد مني اركو مناوي عن شعوره بمشاركة الشعب السوداني في القضاء على الحروب وتحسين الاوضاع الاقتصادية وعودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم مشيرا الي انتصار الهم العام علي الشعور الخاص .
ووصف مناوي في برنامج (حديث السلام) بقناة النيل الأزرق اتفاقية سلام جوبا بانها تعتبر اتفاق سلام سياسي مؤكدا علي اهمية الدفاع علي هذا الاتفاق والمضي به قدما للتنفيذ خاصة وان هنالك بيئة جديدة بعد سقوط نظام الإنقاذ مطالبا الشعب السوداني بالعمل سويا لإعادة حياة سياسية بطريقة جديدة معربا عن أمله في التعايش في هذه الديمقراطية حتي اذا فشل السلام وصولا إلى الديمقراطية الدائمة .
وقارن مناوي بين الحكومة السابقة والحالية مشيرا الي ان حركة جيش تحرير السودان لها مبادي ثابته مؤكدا علي ان نظام الإنقاذ كان قابض علي الأمور وكاذب وليس له جدية في تنفيذ كل الاتفاقيات التي وقعها بالإضافة الي ان البيئة السياسية كانت سيئة جدا فترة حكومة الشمال وحكومة الجنوب التى كانت تسعي الي تنفيذ اتفاق حدود 1-1-1956 وحكومة الشمال تعمل علي إجهاض الاتفاقيات وتهميش الاحزاب الاخري.
وأشار الي نضال حركة جيش تحرير السودان من داخل القصر الجمهوري بمطالبة البشير بتسليم نفسه إلي المحكمه الجنائية بجانب تأسيسنا للمعارضة بدار الحركة بالموردة (الإجماع الوطني) مجددا التأكيد على ان البيئة السياسية تختلف عن هذه البيئة السياسية التي ساهمنا فيها باعتبارنا مساهمين أساسيين في ثورة ديسمبر.
وقال مني اركو مناوي في ( حديث السلام ) لم ننشق من الحرية والتغيير وإنما اسسناها ووضعنا لها القواعد وتم تقديم مجموعة للتفاوض نيابة عنا الا انهم خرجوا من القواعد التي تم الاتفاق عليها كاشفا عن مقاومة الحرية والتغيير لتوقيع اتفاق جوبا الا ان الحكومة التنفيذية هي من دافعت عن الاتفاق وقامت بالتوقيع عليه مؤكدا ان حركات الكفاح المسلح طرف اساسي في الحكومة والدولة داعيا للعمل مع بعض من أجل انفاذ اتفاق السلام وانجاح الفترة الانتقالية واستتباب الأمن وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين.
وضرب مناوي مثل (اذا عايز تاكل مع الشيطان طول المعلقة) وقال المخاوف من الطرفين موجودة ويمكن ان تزال بالعمل المشترك وتقديم النيه الحقيقية الصالحة لخدمة الوطن معترفا بتحمل مسئوليه تأخير الجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاقية نسبة لتاخرنا في العودة من جوبا والحريه والتغيير تتحمل مسئوليه تعطيل تشكيل الحكومة مشيرا الي ان مجلس الشركاء يجب أن يتكون من الأطراف الثلاثة (الحكومة الانتقالية، الحرية والتغيير، الأطراف الموقعة على الاتفاقية) منوها عدم وجود مشكلة في تكوين مجلس الشركاء من طرف المكون العسكري وطرفنا الا ان طرف الحرية والتغيير تطالب بالنصيب الأكبر في المجلس (نصيب الأسد) متسائلا عن المعايير التي تتيح للحرية والتغيير ان تاخذ الغالبية القصوي في المجلس .
مشيرا الي ان المشاورات جارية حول عدد من المناهج للمجلس قائلا “الحرية والتغيير الان ليست الحرية والتغيير التي اوصلت السودان لاسقاط النظام” وإنما أصبحت الان شريكة في الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية .
وقال مني اركو مناوي أن المعارك الداخلية بين أبناء الوطن الواحد تكون خاسر بقدر الكسب الذي تشعر به مشيرا الي حراك دارفور أسهم في خسارة كثير جدا من الأرواح والموارد وتشتيت عدد كبير من الاسر بينما هذا الحراك ساهم في خلق وعي شعبي كبير في الجيل الجديد الذي تربي مع المجتمع الدولي قائلا “اذا خيرنا الذين هجروا وإستشهدوا بالافضلية لقبل الحرب او بعده لاختاروا بعد الحرب” نسبة للوعي الكبير الذي حدث لان الواعي لايجوع الواعي لايعطش الواعي لايمشي عاريا .
وفند اركو مناوي مقولة “جئنا لتصفير العداد” ليس إعدام الدولة والبداية من الصفر وإنما ماكان موجود بعد سقوط الإنقاذ، محسوب علي البعض والان أصبحنا جزء مع بعض بإضافة خطاب جديد وطاقة جديدة لخلق مناخ وبيئة جديدة للتحرك الي الامام بجانب ان هنالك مؤسسات يجب أن يعاد النظر فيها بما في ذلك الخدمة المدنية المختلة وتم هذا الاختلال بصورة صارخة بعد سقوط نظام الإنقاذ وخاصة الاصابع التي تدخلت من الحرية والتغيير ويجب مراجعتها لتصبح مؤسسات سودانية تعكس تطلعات الشعب السوداني بالإضافة الي المشاركة في السياسات الاقتصادية وسياسات بناء الدولة وبعض القضايا الخارجية يجب أن نبداء مع بعض .
وأكد رئيس حركة جيش تحرير السودان عدم التوقيع مع الحرية والتغيير الا ميثاق شهر واحد قبل سقوط البشير موضحا ان كل الاتفاقات مع الحرية والتغيير هي إدخال السلام ووضع السلام اولا في أديس أبابا الا ان الحرية والتغيير تنصلت علي الاتفاق مشيرا الي انه كانت هنالك وثيقتين (هيكلة الحرية والتغيير، وثيقة السلام كانت متفق عليها ) وعند عودة الحرية والتغيير للخرطوم تم تمزيق الوثيقة المتفق عليها ولفت الانتباه الي ان الحرية والتغيير يجب أن تخضع لمؤتمر تصحيح المسار .
وقال مناوي أن التعيينات في الخدمة المدنية بعد سقوط الإنقاذ لم تكن تتطابق مع المعايير الوطنية وإنما تعيينات سياسية ويجب أن ينحصر التعين السياسي في المناصب السياسية إنما تعيينات المدراء يجب أن لا تخضع الي تعيينات سياسية كل تعيينات الحرية والتغيير تعيينات سياسية100٪، منوها الي وجود كفاءات خارج الاحزاب السياسية ليس لديها انتماء سياسي.
وأكد رئيس الحركة ان الشارع السوداني ثار اكثر من مره لتصحيح المسار بالإضافة الي مطالبة الحشود الكبيرة في 15-11 خلال استقبال الموقعين علي السلام بساحة الحرية والمطالبة بتغيير المسار ويجب علي الشعب السوداني أن لا تمر هذه التظاهرة مرور الكرام بل تظاهره لها معانيها ولها مابعدها في تشكيل المشهد السياسي السوداني موضحا اننا لم نأتي الي الخرطوم بمعجزة لتغيير الأحوال المعيشية وإنما بالمشاركة وإدخال البرامج الحقيقية بعد التنوير الحقيقي حول الاوضاع المالية بالبنك المركزي ووزارة المالية والموارد الموجودة في ظاهر وباطن الأرض معربا عن أمله ان تتغير الاوضاع الي الأحسن مشددا بالاعتماد علي الذات فمن الصعب إيجاد مايكفي من الدعم الخارجي ويمكن مد يد العون من أصدقاء السلام والمحبين لتوفير الاحتياجات الضرورية بالنسبة للمواطن داعيا لبداية نفرة اقتصادية حقيقية من خلال تحديد الموارد الحقيقية وترشيدها بجانب تشجيع الإنتاج وتحسين النسل الحيواني والنباتي قائلا “السودان مامحتاج ان يستورد القمح اوالوقود من الخارج” .
وقال مناوي يجب ان يكون هنالك تجانس داخل المؤسسات (المجلس السيادى، ومجلس الوزراء) لإيقاف الفساد منوها الي ان المرحلة الحالية صعبة لانها لايقودها فكر واحد اوحزب مشيرا الي الانشقاق في العقد الاجتماعي الذي احدثته ثورة الإنقاذ وهيمنة الاحزاب على البعض وجميع هذه المعطيات تعتبر فرصة جيدة تقود المرحلة الانتقالية مؤكدا علي المحافظة على الفترة الانتقالية من أجل العبور الي الانتخابات وديمقراطية دائمة..
ولفت مني اركو مناوي الانتباه الي ان كل التحالفات التي تكونت قبل أسقاط النظام ايلة للسقوط مشيرا الي ان التحالفات جميعها كانت لاسقاط النظام فقط ، من الإجماع الوطني والجهة الثورية والحرية والتغيير ونداء السودان والفجر الجديد موضحا ان هنالك وثيقة للجبهة الثورية وضعت في العام 2012 م لاسقاط النظام وملامح الدولة مابعد الإسقاط مشيرا الي ان وثيقة نداء السودان تدعو لاسقاط النظام وليس لها رؤية مابعد الإسقاط وجميعها وثائق اطارية ليست تفصيلية من أجل التحالف لاسقاط النظام وهذا سبب عدم توافق الحرية والتغييرمابعد السقوط ولهذا لم تكن هنالك رؤية استراتيجية للتحالفات إلى مابعد الإسقاط مؤكدا علي أهمية التحالفات لخوض الانتخابات .
وأكد علي أهمية التصالح والتعارف مابين السودانين مشيرا الي عدم وعي النخب السياسية التي قادت السودان بعد خروج الاحتلال الانجليزي بأهمية الحوار المجتمعي للمساهمة في تشكيل السودان وهويته وطريقة حكمه.
وقال نحتاج لجميع أبناء السودان لإدارة حوار مجتمعي لتحديد قضايا السودان التى تختلف حسب البيئة والمجتمع مشيرا الي ان اي دولة تخرج من حروبات تحتاج الي تصالح مجتمعي لافتا الانتباه الي تجربة رواندا وجنوب أفريقيا في طريقتهم لادارة الأزمة عقب الخروج من الحروبات بالرغم من اختلاف اسباب تلك الحروبات التي انتهت بالتسامح (رواندا حروبات اثنية، جنوب أفريقيا حروبات عنصرية) قائلا “كنا نريد من النظام السابق ان يعترف بالاباده الجماعيه وتقديم الاعتذار للضحايا وتعويضهم” مؤكدا ان التسامح لايمنع تقديم المجرمين الي المحكمة الجنائية .
وأشار إلى أن خطاب الكراهية لا ينتصر خاصة ان السودان بلد التسامح داعيا الي استغلال اتفاق جوبا لتنفيذ كل الاتفاقيات بما في ذلك اتفاقيات (الدوحة، ابوجا) وقال لم نكن أعداء للشعب السوداني وإنما أعداء لسياسات النظام السابق وبسقوط النظام السابق فإن كل تلك السياسات قد انتفت متوقعا تشكيل الحكومة بعد الانتهاء من تكوين مجلس الشركاء وحول تشكيل الحكومة القادمة قال مناوي (الكورة الآن في ملعب الحرية والتغيير