موفد سونا: فهمي السيد
ما يزيد على تسعة الف لاجي اثيوبي هم الان داخل معسكر أم راكوبة للاجئين بالقلابات الشرقية وهو المعسكر الرئيس للاجئين بالأراضي السودانية ويزداد العدد يوميا اذ يتم استقبال اللاجئين في المعسكرات المؤقتة في المدينة (٨) بالفشقة وحمداييت بولاية كسلا ليعبروا منها الى هذا المكان: معسكر أم راكوبة.
ورغم تواصل القتال في اثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية والجبهة الثورية لشعب التقراي الا ان هذا الصراع لم ينتقل مع اللاجئين للسودان وخاصة للمعسكرات رغم ان القادمين اليها هم في وضع مسغبة وجوع ومرض وحاجة و ربما انعكست حالة الاستقرار في المنطقة الشرقية للسودان على القادمين اذ انعدمت بينهم حتى الان اي احداث تخل بالامن
فقد حذر مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي في تغريدة على تويتر من ان اختراقا امنيا قد يقع في المنطقة نسبة لهروب عناصر من مقاتلي التقراي الى المنطقة، وهذا امر وارد الا ان المعسكر ووفقا للقائمين عليه لم يشهد اي حالة خرق امني او خلل فقد استنطقت مجموعة من الصحفيين الزائرين للمعسكر عشرات اللاجئين ان كان هنالك خلل امني داخل المعسكر لكنهم امنوا جميعا بإستتاب الأمن ، وأن حالة من الطمأنينة تعم فيه .
ويتطابق ذلك مع ملاحظة غياب اي وجود كثيف لرجال حراسة شرطية اوعسكرية وهو امر يلحظه الزائر تو الدخل الى المعسكر الا قلة قليلة للتنظيم ولا توجد موانع تحظر على اللاجئين الحركة دخولاً وخروجاً من المعسكر كيف شاءوا ومتى شاءؤا وانى شاءوا
لكن الملاحظ – والمنتظر ان يحدث- هو ان وجود اعداد كبيرة وفي غياب الخدمات الاساسية الضرورية بشكل كاف سيكون مدعاة لتفشى الامراض خاصة ما تعلق منها بالنظافة الشخصية وصحة البيئة
اكدت ذلك مديرة عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية الدكتورة أميرة القدال، حيث لاحظت في هذه المرحلة وجود أمراض كثيرة بالمعسكر بعضها معدي ذلك ان المعسكر يعاني من التكدس داخل المخيمات، ومن بينهم اعداد كبيرا من الأطفال بعضهم حديثي الولادة ، مع قلة للرعاية الطبية.
وفوق ذلك فقد عبر الكثيرون من عدم وجود مياه صالحة للشرب واما الاكل فقد لاحظ احد الزائرين انه “لا يرقى لمستوى الآدمية ولا يلبى طموح البقاء على قيد الحياة اذا إستثنينا وصول كميات من الأرز والدقيق والعدس اليوم وتوزيعها على معسكر يضم الآلاف مقابل كميات محدودة من الغذاء، هناك من استلم حصته وهناك من لم يستلم وجاهر البعض بالشكوى من عدم استلام حصص الغذاء منذ قدومه .”
الا ان ما يلحظه الزائر ايضا ان طبيعة الأثيوبيين وحبهم وتمسكهم بالحياة جعلهم يكسرون ماساة اللجوء والمسغبة والعوزعبرالاتيان ببرامج تنسيهم ظروف اللجوء القاسي حيث انهمكوا في إنشاء أكثر من ملعب للكرة الطائرة يمارسون فيها اللعب شبابا وصبايا، فضلا عن أنشطة أخرى يقومون بها، وبين هذا وذاك لا تخطئ الاذن سماع ضحكة صافية معدية تسري بين مجموعة من الشباب والاطفال و تمشي بينهم روح الدعابة وتبادل الطرف والابتسامات تعلو وجهوهم ،”لكنها والحق يقال لم تخف المأساة الحقيقية وفصول من القصص المؤلمة التي يعيشونها منذ فارقوا الاهل والاحبة مكانا وانسانا ” وفق احد الصحفيين.
وهذا المعسكر ليس وحده اذ تنشط الحركة الان لانشاء معسكرات اخرى بطنيطبة وقرية حنان بمنطقة الفاو يمكن لها أن تخفف وتحد من التكدس،
ووفقا لتوقعات اممية فان الموجة الاولي ستكون اكثر من 50000 (خمسين الف لاجي) واذا تطاول الصراع فالمتوقع ان ترتفع الاعداد في الأيام المقبلة مما يتطلب دعما اسرع واكبر من المنظمات الدولية والمحلية وحكومة السودان المركزية رغم الظروف المعيشية الصعبة “والتي لن تكون حائلا يوما من تقديم يد العون للأشقاء الأثيوبيين”
الا أن هناك حاجة ماسة للحفاظ على المعسكر والسيطرة عليه فان ازدياد الاعداد يزيد من الاحتكاكات و التوتر في ظل ندرة الطعام وقلة المياه ومحدودية اماكن الايواء وللمنظمات المحلية والدولية دور يتطلع الجميع أن تقوم به في ظل ظروف إستثنائية فرضتها حرب داخل الأراضي الاثيوبية ، و في ظل جائحة حصدت أرواح كثيرة في أكثر البلدان تقدما و تطورا.