تنعى صحيفة التحرير الإلكترونية إلى الشعب السوداني الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الخميس (26 نوفمبر 2020م) بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي ذهب إليها مستشفياً.
لقد فقد الوطن رجلاً عظيماً ظل محباً له، ومهموماً بقضاياه في كل مراحل حياته، ودفع ثمناً غالياً في سبيل الدفاع عن قناعاته، وعن مبادئ الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة التي ظل حريصاً على أن ينعم بها وطنه السودان، مؤمناً بجدارته واستحقاقه لحياة سياسية سليمة، يكون الخيار فيها للشعب من دون وصاية.
وكان الراحل المقيم مؤمناً بأهمية الصحافة والإعلام في نشر الوعي والارتقاء بالوطن من أجل أن يستشرف المستقبل بخطا واثقة، فكانت أبوابه مشرعة أمام كل وسائل الإعلام، لا يبخل عليها بالوقت، متمسكاً بطرح ما يؤمن به من دون تردد، ما دامت نابعة من قناعاته.
وعلى الرغم مما كان يتعرض له من انتقادات قد تتجاوز الحدود، إلا أنه بقي مؤمناً بأن حرية الرأي هي السبيل الوحيد لإيجاد قواسم مشتركة بين المختلفين.
إن ثورتنا الوليدة تفقد اليوم أحد حكمائها، إذ كان مرجعية في الأوقات العصيبة، ومصدراً للطمأنينة عند الشدائد، وقد استطاع مع شرفاء الوطن في تجاوز كثير من المحطات الصعبة والتحديات الجسيمة التي واجهت الثورة في مراحلها المختلفة.
وهذا الفقد العظيم يتجاوز السودان إلى الأمتين العربية والإسلامية والإنسانية بأسرها، إذ كان الإمام الصادق المهدي –رحمه الله- مهموماً بقضايا أمته، وبما تواجهه الإنسانية من تحديات، وله طروحاته الفكرية ومساهماته العلمية لإيجاد الحلول لكثير من تلك القضايا والتحديات عبر مؤسسات ثقافية وأكاديمية راسخة، كان على رأس هرم عدد منها.
وإذ تنعى صحيفة التحرير ورئيس مجلس الإدارة المستشار البشرى عبدالحميد إلى الشعب السوداني والأمة العربية والإسلامية الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله، لتدعو الله العلي القدير أن يرحمه، ويغفر له، ويدخله فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاٌ. إنا لله وإنا إليه راجعون.