أمدرمان – التحرير:
تصدرت قضايا الساعة في السودان خطبة الجمعة التي ألقاها نائب الأمين العام لـ”هيئة شئون الأنصار”( الحبيب) آدم أحمد يوسف، بمسجد الهجرة بودنوباوي ، وفي صدارتها الأوضاع المأساوية لطلاب دارفور في جامعة بخت الرضا، وقال إن ” إدارة الجامعة والسلطات الأمنية تعاملت مع هؤلاء الطلاب تعاملاً غير انساني”.
وفيما رأى أن “قضية شعبنا هي اعادة الديمقراطية” قال إن “نظام الإنقاذ أصبح ينتج سيناريوهات من شأنها إشغال الناس بسفاسف الأمور”، وتناول في الخطبة تدهور الأوضاع الحياتية في مجالات الحياة كافة في السودان، وأشار إلى أن ” أكثر من 90% من سكان البلاد صار تحت خط الفقر”.
ولفت إلى أن ” انسان العاصمة أصبح يعيش في حالة فوبيا ( خوف) مستمرة”، مشيراً إلى أن “الصحف الاجتماعية تنقل لنا أنباء اختطاف لمواطنين، ومن ما يؤكد تلك الانباء أن الصحف تحمل جثثاً لمجهولين قُتلوا ثم أُلقيت أجسادهم في مياه نهر النيل، نقول هذا هو حصاد نظام الانقاذ بعد ثلاثة عقود ”
وكانت نائب الأمين العام لـ “هيئة شئون الأنصار ” استهل حديثه عن الأوضاع في السودان بالإشارة إلى أن “قصة موظف صغير يشغل منصب مدير مكتب ملأت قبل أيام الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي، وكانت حديث المدينة وتباري الناس في الحديث عن ذلك الموظف حتى كادوا ينسوا قضية السودان برمتها وهذا يعكس ما وصل اليه حال شعبنا المغلوب على امره”.
وأضاف “أبسط الأمور اقالة موظف تكون الهم الشاغل لكل الناس، وعلى جميع مستوياتهم حتى الذين هم في المهجر، ولعمري ان دل هذا انما يدل علي عدم معرفة أولويات القضية التي ننادي بها”، ورأى أن “قضية شعبنا هي إعادة الديمقراطية التي وأدتها الإنقاذ ليله االـ 30 من يونيو من العام 1989، بلادنا قبل 28 عاما كانت تُحكم ديمقراطياً، وكان الحاكم يُختار من قبل الشعب، كان لشعبنا ممثلون في البرلمان، وكانت الأقطار حولنا كلها تنظر الينا بعين الغبطة، وبعضها بعين الحسد لما وصلنا اليه من رُقي وتقدم في المجال السياسي”.
وقال” اليوم أصبحنا في زيل الأمم ، وفقدنا كل شيء، ولكن لن نيأس من روح الله فلا ييأس من روح الله الا القوم الكافرين وما ضاع حق ورائه مطالب. ولن يعرف الهم طريقه الينا”
وأضاف” لله در من قال:
يا صاحب الهم ان الهم منفرج *** ابشر بخيـر فــان الكــافــي الله
اليـأس يقـطع احـيانـا بصاحبه *** لا تـيـأسـن فــــان الـكافـــي الله
الله يُحدث بعـد الـعسـر ميسـرة *** لا تـجزعـن فــان الصانــع الله
إذا بُـليـت فثـق بالله وارض به *** فان الذي يكشف البلوي هو الله
والله مالـك غـير الله مـن احــد *** فـحـسبك الله فــي كُــل لــك الله
وقال “هيا بني شعبي، هيا اتركوا سفاسف الامور وجدوا في مطالبكم المشروعة لإعادة الديمقراطية السليبة، وذلك بتنظيم احزابكم ومنظمات مجتمعاتكم المدنية الحية، والتي تنادي بحقوق الانسان والحريات العامة حتى يعيش شعبنا في ظل الحرية والكرامة وحقوق الانسان”.
ولفت إلى أن ” نظام الإنقاذ أصبح ينتج سيناريوهات من شأنها انشغال الناس بسفاسف الأمور، وترك القضية الجوهرية التي تهم المواطن، إن قضية الشعب لم تكن قضية فلان او غيره وإنما الشعب يبحث عن حريته وكرامته وديمقراطيته التي نُهبت منه”.
وتابع” إن بلادنا في ظل هذا النظام صُنفت عالميا في زيل القائمة في كل شيء وتردى الحال وتدهور الوضع الاقتصادي والسلع الضرورية التي يحتاجها المواطن يوميا في زيادة علي رأس كل ساعة، يكاد المرء لا يصدق انه يعيش في بلاد فيها حكومة”.
وقال إن “الحكومة تفرض ضرائب وأتوات علي كل سلعة، ما يجعل التاجر مضطراً علي وضع تلك الضرائب والأتوات علي كاهل المواطن المستهلك، حتى الرسوم الدراسية في المدارس والجامعات تزيد كل عام، فمثلا هذا العام كثير من المدارس الخاصة ضاعفت رسوم الدراسة وكذلك الترحيل”.
ورأى أن “الزيادات في السلع الضرورية للمواطن ورسوم الدراسة والعلاج اصبحت شيئا مألوفا، ولا ندري الي اين يصير الحال، وصار أكثر من 90% من سكان البلاد تحت خط الفقر وانتشر المرض والجهل والتسول، وانتظمت الحروب الأهلية معظم أطراف البلاد، خاصة دار فور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق”.
وأضاف “هجر المواطنون قراهم، وامتهنوا مهناً هامشية، وتفشت الرزيلة ، نتيجة لحاجة بعض الناس، وانتشرت بعض الامراض الغريبة على المجتمع السوداني مثل مرض فقدان المناعة وكثرة المخدرات وتردت البيئة ونتج عن ذلك الامراض التي تصاحب تلوث البيئة فكانت الوبائيات الأخيرة التي ضربت البلاد وأودت بحياة العيديد من المواطنين في ولاية النيل الأبيض وبعض أطراف ولاية الخرطوم”.
وشدد على أن ” انسان العاصمة اصبح يعيش في حالة فوبيا مستمرة، والصحف الاجتماعية تنقل لنا أنباء اختطاف لمواطنين، وما يؤكد تلك الأنباء أن الصحف نفسها تحمل جثثاً لمجهولين، قُتلوا، ثم أُلقيت اجسادهم في مياه نهر النيل،نقول هذا هو حصاد نظام الانقاذ بعد ثلاثة عقود الا عامين، فشل ذريع في كل مجالات الحياه السياسية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية وحتى الرياضية”.
وأشار على أن “السودان سياسيا به أكثر من 80 حزباً، ولم يستقر الوضع السياسي والاقتصادي، البلاد في حالة فقر وجوع والمواطن يمتهن التسول، وأمنياً المواطن يخاف علي نفسه، وأهله، ودبلوماسيا البلاد مطوقة بقرارات من مجلس الامن وصلت الفصل السابع، ورياضياً الحكومة تسيطر علي الفرق الرياضية ،هذه هي الهموم التي تكتفنا ،فهلا شغلنا أنفسنا بحلها وتركنا القيل والقال وفي الحديث ان الله يكره لكم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال”.
وبشأن مأساة طلاب دارفور في جامعة بخت الرضا قال “تعرض عدد من طلاب جامعة بخت الرضا، والذين هم من اقليم دار فور، تعرضوا لفصل تعسفي من الجامعة، وذلك دون أي مساءلة أو تحقيقات أو إجراءات قانونية ، ما جعل عدداً من طلاب الاقليم يتضامنون مع زملائهم في قضيتهم، وإثر ذلك قدم 1200 طالب استقالات جماعية لإدارة الجامعة، وتعاملت الادارة والسلطات الأمنية مع هؤلاء الطلاب تعاملاً غير انساني، حيث حملوا حقائبهم علي ظهورهم، وساروا مشيا علي الاقدام من جامعة بخت الرضا وحتى منطقة ابو حبيره، واستمرت مأساة هؤلاء الطلاب ومُنعوا من دخول العاصمة، وبقوا بمنطقة الشيخ الياقوت طوال ليله الخميس الماضي، وهنا لا يفوتني ان اذكر حفاوة وكرم الشيخ الياقوت وابنائه لهؤلاء الطلاب”.
وتابع “إزاء هذا الحدث نقول ان للإنسان كرامة، مهما اختلفنا معه عرقياً أو سياسياً أو حتى عقدياً أو أي اختلاف فينبغي ان تُكفل كرامة الانسان لأنها حق من حقوقه التي كفلها له الدين الحنيف (ولقد كرمنا بني ادم) وما حدث لأبنائنا الطلاب بجامعة بخت الرضا يُؤسف له، وعلى السلطات الحكومية أن تسرع في التحقيق ومعالجة الأخطاء التي ارتكبت من الجهات المسؤولة، سواء كانت في إدارة الجامعة او الجهات الأمنية، او أي جهة لها صله بما حدث ،وان يُنظر في امر الطلاب الذين فُصلوا والذين تقدموا باستقالاتهم تضامنا مع زملائهم.
وشدد على أنه “لا يُعقل ان يضيع مستقبل 1200 طالب، تلك مسؤولية الدولة، وإلا ستتدخل منظمات حقوقية ومنظمات المجتمع المدني للنظر في مستقبل هؤلاء الطلاب”.