فقدت ساحة العمل العام في السودان رجلا كان مالئ الدنيا وشاغل الناس، فقد غيب الموت قبل سويعات الصادق المهدي
ولد الفقيد بالعباسية بأم درمان في ديسمبر 1935. ووالده السيد الصديق المهدي ووالدته هي السيدة رحمة عبد الله جاد الله ابنه ناظر الكواهلة رحمهم الله رحمة واسعة، وبدأ الراحل تعليمه من خلوة في العباسية على يد الفقي أحمد العجب، ثم في الجزيرة أبا على يد الفقي علي السيوري، ثم مرحلة الكتاب في الجزيرة أبا التي انتقل منها الى مدارس الأحفاد وكمبوني ثم واصل دراسته في كلية فكتوريا ثم التحق بكلية العلوم في جامعة الخرطوم ولم يكمل فيها دراسته إذا تم قبوله طالبا بجامعة اوكسفورد ونال منها درجة الشرف في الاقتصاد والسياسة والفلسفة، ونال تلقائيا درجة الماجستير بعد عامين من تاريخ تخرجه، حسب النظام المعمول به في جامعة أكسفورد.
دخل الفقيد الكبير ساحة العمل السياسي عام 1961 رئيسا للجبهة القومية المتحدة ثم انتخب رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر 1964 وبعدها نال إمامة الأنصار وصار رئيسا للوزراء في يوليو 1966 ثم في العام 1986 وله مؤلفات عديدة من بينها مسألة جنوب السودان./ جهاد من أجل الاستقلال./ يسألونك عن المهدية/ العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي./ تحديات التسعينات/ الديمقراطية عائدة وراجحة، وكان له حضور بارز في الساحتين الإقليمية والدولية من خلال عضويته في المجلس العربي للمياه. ونادي مدريد والمؤتمر القومي الإسلامي بيروت. والمجلس الإسلامي الأوروبي ومجلس إدارة دار المال الإسلامي، جنيف. ومجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية
حتى الخصوم يشهدون للصادق المهدي بعفة اللسان فرغم انه رجل منابر وذا حضور بارز في الساحة العامة إلا أنه لم يهاتر قط مهما كانت قسوة الهجوم عليه، واتفقنا ام اختلفنا معه فإن رحيله فقد كبير لوطن يمر بظروف صعبة، والفقد الأكثر فداحة سيكون من نصيب حزب الأمة الذي ظل الصادق فارسه لأكثر من نصف قرن، فسيكون من الصعب الحصول على خليفة له في قيادة الحزب له نفس الكاريزما والثقافة والتجربة
إتقدم بالعزاء لأسرته الصغيرة والممتدة ولعموم أبناء وبنات الوطن سائلا الله أن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله و ذرية خيراً من ذريته؛ اللهم انقله من ضيق اللحود الى جنات الخلود. لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض تغمد الصادق برحمتك يا أرحم الراحمين”.