بسم الله الرحمن الرحيم
في ساعة السحر من فجر الخميس 11 ربيع الثاني 1442هـ الموافق: 26 نوفمبر2020م فاضت روح الحبيب الإمام الصادق المهدي إلى باريها في مركز الشيخ خليفة الطبي – أبو ظبي وارتاح الجسد من تعب الفانية، والذي جاء إلى الدنيا في فجر الخميس الأول من شوال 1354هـ الموافق 25 ديسمبر 1935م وكدح في هذه الحياة ثمانية عقود وأربعة أعوام عبادة وتأملا وتفكيرا وجهادا وعطاء خدمة للدين والوطن، وعانى في مسيرته ما عانى فلم يلن ولم يهن لأن الروح التي ضمها الجسد كانت لا ترضى بالدنية.
لقد غادر الحبيب الإمام دار الفناء إلى دار البقاء بعد أن أدى رسالته التي يسره الله لإبراز معالمها وترسيخ معانيها وسيوارى جسده الطاهر مع آبائه في قبة الإمام المهدي عليه السلام صباح الجمعة 12 ربيع الثاني بإذن الله.
أحبابي في الله
لقد غادرنا جسد الحبيب وفاضت روحه إلى مستقرها وترك لنا إرثا ضمنه معالم مدرسته التي سنحافظ عليها ونصونها ونطورها بإذن الله حتى تؤتي أكلها وخلاصة ذلك الإرث يتمثل في الآتي:
أولا: الدعوة الإسلامية في ثوبها الأنصاري الوسطي المتجدد التزاما بالأصول واجتهادا في المتغيرات توفيقا بين الأصل والعصر.
ثانيا: الوطن صيانة لأرضه ووحدته والمحافظة على كرامة أهله وحمايته من الغلو والتطرف والتبعية وفاء لجهاد الآباء ومحافظة للمعاني التي ضحوا من أجلها.
ثالثا: الالتزام بالمؤسسة الدعوية – هيئة شؤون الأنصار – وتطويرها لمواكبة المستجدات واستيعاب كافة الطاقات المؤمنة برسالتها حتى تحقق أهدافها.
رابعا: تعزيز وترسيخ مفاهيم كرامة الإنسان والوسطية والتسامح والحوار واستصحاب العطاء الإنساني النافع على أساس “الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها”
خامسا: لقد ترك الحبيب الراحل مدرسة متكاملة وواضحة المعالم تجمع بين الكتاب المسطور والكتاب المنظور وتخاطب مطالب الإنسان الفطرية وتتعامل مع الوافد من الماضي والوافد من الحاضر بمنهج مقاصدي؛ ستظل هذه المدرسة قبلتنا الفكرية بإذن الله.
سادسا: المدرسة الأنصارية لديها فلسفة للتعامل مع الابتلاء رسخها الإمام المهدي عليه السلام بقوله:” اللهم اجعلنا من العارفين لحسن قدرك الصابرين عليه رجاء لوعدك ورغبة في الصلوات والرحمة مع هدايتك، مع الصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق وقوِّ نورنا ليهون علينا ذلك واجعل لنا قوة منك على تحمل ما يرضيك”.
سابعا: لقد اختار الله الحبيب الإمام الصادق ليلحق بركب الشهداء فالرسول صلى الله عليه وسلم ذكر من الشهداء المبطون والمطعون والغريق والنفساء؛ فلا شك أن من مات بالوباء فهو من الشهداء.
اللهم تقبل عبدك الصادق شهيدا عندك وألحقه بالسلف الصالح من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأشمله برحمتك التي وسعت كل شيء.
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”