شيعت جماهير الشعب السوداني صباح اليوم الجمعة (27 نوفمبر 2020م) جثمان الإمام الراحل الصادق المهدي لمثواه الآخير، وكان الآلآف من المشيعين توافدوا في الساعات الأولى من الصباح إلى “قبة الإمام المهدي” بامدرمان العاصمة الوطنية للبلاد، وسط إجراءات صحية مشددة، وإرشادات بضرورة ارتداء الكمامات والتعقيم والتباعد الاجتماعي، وشكلت القيادات السياسية والتنفيذية وقادة الإدارة الاهلية والطرق الصوفية، وممثلو الكنيسة حضوراً لافتاً، بجانب قادة العمل الإعلامي والفني والثقافي.
بكاء هستيري وتهليل قبل وصول الجثمان
بدأ المشهد حزيناً عندما تعانق قيادات هيئة الأنصار، وتساقطت دموع الرجال في صمت، وهم يعزون بعضهم بعضاً، وسرعان ما تعالى التهليل والتكبير وارتفعت الرايات، وبدأ يتوافد ممثلو القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووفود الطرق الصوفية والإدارة الاهلية، ورجال الدين من المسلمين والأقباط.
تحول ميدان الخليفة عبدالله الي مرجل يغلي، ولم تفلح اللجنة المنظمة في السيطرة على تنظيم الصفوف، حيث الكل يرغب في إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الإمام الفقيد، وبدأت فرق التعقيم في تعقيم الميدان، وانتشرت لجان هيئة الانصار لتوزيع الكمامات لكل مشيع، بجانب تعقيم الأيدي في الوقت الذي تطالب فيه الإذاعة الداخلية بضرورة التباعد.
جبريل ابراهيم : رحيل الإمام من الصعب تعويضه
في حديث لـــ “التحرير” قال رئيس حركة العدل والمساواة، دكتور حبريل إبراهيم: إن فقد الإمام في هذه المرحلة المفصلية لا يمكن تعويضه، ويمثل رحيل الإمام فقداً لكل أهل السودان”، داعياً له بالمغفرة والرحمة، وأضاف جبريل: “السودان فقد قائداً محنكاً وسياسياً فذاً ومثقفاً رائداً” .
وصول جثمان الإمام
في تمام التاسعة صباحاً، وصلت العربة التي تقل جثمان الإمام الراحل الصادق المهدي، وكانت تشق طريقها وسط الجموع بصعوبة بالغة، وكان على متنها أبناء وبنات الإمام الراحل، وأقرب المرافقين للإمام في رحلته الاخيرة، وفشلت كل المساعي لتنظيم الصفوف لتأدية صلاة الجنازة على الفقيد في المكان المخصص للصلاة، مما اضطر اللجنة إلى أن تتخذ قرارا بعدم إنزال الجثمان من السيارة، مع تعديل وضعها وصعود الدكتور عبدالمحمود ابو إلى متن السيارة لإمامة صلاة الجنازة ، ومن ثم التحرك بالجثمان لإكمال مراسم الدفن بالمسجد، وسط حشد كبير من جموع الانصار وأسرة الراحل.
مشاركة مريم الصادق في إنزال الجثمان
قام ابن الإمام الصادق الاكبر اللواء عبد الرحمن الصادق بانزال جثمانه، وشاركت ابنته مريم المنصورة في المراسم.