لم أتخلف عن اقتفاء أثر جموع ( المحبة ) الذين استجابوا للدعاء سرا و جهراً عشماً في شفاء للإمام الصادق الصديق عبدالرحمن المهدي، نعيك يأتي اليوم مقروناً بانتماء الكل للحزن والتصاق الكل بالفقد ( البركة فينا وفيكم) ليجمع رحيلك ضمير الناعي والمتلقي في مشاركة بحجم الفقد الوطني (عز المصاب)، الذي ارتدى جلباباً لا يمكن أن ينسب للحزب أو هيئة شؤون الأنصار بقدر ما هو بحجم الفقد الذي تنكس له الأعلام، فالفقد عزيز .
شهد التاريخ على استثنائه مسيرة حياتك بكل جوانبها، ارتديت الموفية والبدلة والبنطال، وصعدت إلى كرسي السلطة علي فترات بينها والشارع صلة و إرادة، ثر العطاء المعرفي كماً ونوعاً بحكم الإطلاع والاقتران بجمعيات وروابط إقليمية وعالمية، في دروب السياسة خبرت قاموساً يخصك وعبور للحدود وعودة دافعها إن إتفقنا او اختلفنا حولها تخصك وتعبر عنك، والحزب فهي محل احترام ونقد وتجربة، دفعت من عمر ال٨٥ تسع صابرات في المعتقلات، مسيرة شهدت محطات عصر على مواصلاتها من تطابقت رؤاه معها، ونزل عن ركبها من اختار، نكتب اليوم لأن الكتابة مقترنة بالتاريخ و بالعبر، محطات كبيرة سيسجلها التاريخ، فأنت تختم حياتك بالإدلاء بإفاداتك امام النيابة حول انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ فما بينك والديمقراطية صلة وعلائق، سيذكرك العالم كما سيدون التاريخ لك سجل عطائك استحقاقاً، الفقد جلل .