محجوب الخليفة
من المؤسف جدا أن يظل العقل الجمعي للمجتمع السوداني رهين ثقافة البصيرة ام حمد والتي تعالج الخطأ بكارثة..
ومن المحزن جدا أن تجد تلك الثقافة المعطوبة جوقة من المؤيدين ومجموعات من المروجين والمسوقين ، وأن تحظي بمنصات يتصدرها من يدافعون عنها بإنفعال ويقذفون
من يتجرأ ليكشف خطلها وخطورتها.
ثورة الشعب السوداني تشبه الطريق القومي ( الخرطوم ودمدني) ، والذي يتعرض ﻹعتداءات همجية تنشط في صناعة المطبات والمتاريس حتي كادت ان تكون المطبات علي طول الطريق ، ليتحول الطريق القومي (المرور السريع)
الي طريق مغلق ولا يصلح للسفر عبره لكثرة تلك المطبات والتي اصبحت ظاهرة تتنافس القري والمدن المطلة علي ذاك الطريق في إقامتها .
ولعل الثورة السودانية تعاني من تلك الثقافة وذات المطبات والمتاريس وتعويق المسار .
من يصنعون المطبات علي طريق مدني الخرطوم يفعلون ذلك كردة فعل لتكرار حوادث مصرع اهليهم واطفالهم اثناء عبورهم للطريق القومي ونتيجة للسرعة الجنونية للسيارات العابرة، هم يفعلون ذلك ﻹنقاذ ارواح عدد من اهليهم بينما هم في الحقيقة يضاعفون أعداد الضحايا ويزيدون اﻷمر تعقيدا ، ﻷن الطريق القومي ( السريع ) بلا مطبات يعني سرعة إنقاذ المرضي ( اﻹسعاف) والتعجيل بنقل مصابي الحوادث الطارئة بمافيهم من يتعرض للدهس بسيارة او شاحنة ، كما أن المطبات قد تطيل المسافة الزمنية بين الخرطوم ومدني وبالتالي المدن اﻷخري طالما أن المسافة الزمنية تصبح وبالتأكيد ساعات اطول بعد أن كانت ثلاث ساعات في اسوأ الظروف ، مما يعني ضياع زمن الناس وتأخر وصول البضائع والخدمات الضرورية بمافيها اﻷغذية واﻷدوية، وتلك هي ثقافة البصيرة أم حمد التي استعان بهاالناس لحل مشكلة ثور أدخل رأسه في قلة ، فأمرتهم بقطع رأس الثور وعندما فعلوا ذلك اكتشفوا أن رأس الثور مازال داخل القلة فأمرتهم بتحطيم القلة، وكانت النتيجة هي ضياع الثور والقلة معا.
وبذات النهج ينشط من يسمون انفسهم بصناع الثورة وحاضنتهاالسياسية بما فيهم اﻷحزاب والحركات المسلحة بل ومجلسيها السيادة والوزراء في إقامة المطبات وتعويق المسار الصحيح للثورة حتي اضحت ثورة التغيير أشبه بطريق الخرطوم مدني الذي كادت المطبات أن تحيله إلي شيئ آخر لايمكن أن نسميه طريقا قوميا ، ولعل مايحدث في مسار ثورة التغيير من مطبات وعوائق يكاد يجعل من اﻹستحالة تسمية ما حدث في السودان ثورة للتغيير نحو اﻷفضل.
المطلوب اﻵن وعلي وجه السرعة إزالة المطبات التي نبتت في طريق الخرطوم مدني وبذات السرعة إزالة المطبات السياسية وغير السياسية التي تعترض مسار الثورة، فمن الممكن جدا ازالة المطبات فقط بتطبيق القانون ومحاسبة من يتعمد صناعة التعويق.