أفاد البنتاغون الجمعة (4 ديسمبر 2020م)، أن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب معظم القوات الإنسحاب من الصومال للقوات قبل مغادرة ترمب للبيت الأبيض الشهر المقبل ستتضمن أيضا تقليص عدد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق أيضا.
ويذكر أن هناك نحو 700 جندي أميركي في الصومال تتركز مهمتهم في مساعدة القوات المحلية على مواجهة حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ورغم أن تلك المهمة لا تحظى باهتمام يذكر في الولايات المتحدة لكنها تعدّ حجر أساس لجهود البنتاجون العالمية للتصدي للقاعدة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي طلب عدم ذكر اسمه إن القوات الأميركية التي ستبقى في الصومال ستكون في العاصمة مقديشو.
وسعى البنتاغون في بيان إلى التقليل من أهمية تداعيات الانسحاب الذي قال الخبراء إنه قد يقوض الأمن في الصومال. وأفاد البنتاغون “على الرغم من أن هذا الإجراء يمثل تغييرا في وضع القوة ، فإنه لا يعد تغييرا في سياسة الولايات المتحدة. “ستحتفظ الولايات المتحدة بالقدرة على تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب في الصومال وجمع الإنذارات المبكرة والمؤشرات المتعلقة بالتهديدات للوطن.”
وانسحبت الولايات المتحدة بالفعل من مدينتي بوساسو وجالكايو الصوماليتين في وقت سابق من هذا العام. وحتى الشهر الماضي كانت القوات الأمريكية لا تزال في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية وقاعدة بيلدوجلي الجوية وفي العاصمة مقديشو.
وتضمن بيان البنتاغون إنه سيتم نقل عدد لم يتم تحديده من القوات في الصومال إلى دول مجاورة مما يسمح لها بتنفيذ عمليات عبر الحدود. وسيتم تكليف قوات أخرى بمهام خارج شرق إفريقيا.
وقال مساعد بالكونغرس تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن الانسحاب يأتي في وقت صعب بالنسبة للصومال قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية وسيمثل مشكلة مبكرة للرئيس المنتخب جو بايدن.
ويشهد الصومال حربا أهلية منذ أوائل التسعينات لكن على مدار العقد الماضي استعادت قوة حفظ السلام المدعومة من الاتحاد الأفريقي والقوات الأمريكية السيطرة على مقديشو وأجزاء كبيرة من البلاد من حركة الشباب.
وبدا أن الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد يضغط علنا ضد الانسحاب وكتب على تويتر في أكتوبر تشرين الأول أن الدعم الأمريكي “مكننا من محاربة حركة الشباب بشكل فعال وتأمين القرن الأفريقي. “لا يمكن تحقيق انتصار من خلال هذه الرحلة والشراكة الصومالية الأمريكية إلا من خلال الشراكة الأمنية المستمرة ودعم بناء القدرات”.
وقال مسؤول أمريكي آخر إن الوجود الأمريكي في الصومال كان نقطة خلاف بين ترامب ووزير دفاعه السابق مارك إسبر الذي أقاله ترامب الشهر الماضي. وقال المسؤول إن ترامب ضغط من أجل الانسحاب مستشهدا برغبة كينيا في “مراقبة منطقتهم” لكن إسبر قاوم ذلك. ودعمت كينيا الحكومة الصومالية في عدد من المجالات وتساهم بقوات في القوة التي يقودها الاتحاد الأفريقي.
وتحارب حركة الشباب منذ أكثر من عشر سنوات من أجل إقامة حكم بناء على تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. وكثيرا ما تشن حركة الشباب هجمات بالأسلحة النارية وتفجيرات على أهداف عسكرية ومدنية كما هاجمت أهدافا إقليمية لا سيما في كينيا.
وأسفر هجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في كينيا عن مقتل ثلاثة أمريكيين في وقت سابق هذا العام.
ويتولى العديد من القوات الأمريكية في الصومال تدريب ودعم القوات الخاصة الصومالية (داناب) التي تتولى مهمة التصدي لحركة الشباب. وتعد داناب التي تضم نحو 850 جنديا لكنها كانت تخطط لزيادة قوتها إلى نحو ثلاثة آلاف أقوى قوة قتالية في الصومال. وهذا ثالث انسحاب كبير منذ تعيين ترامب وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر المسؤول السابق بالقوات الخاصة ومسؤول مكافحة الإرهاب ليحل محل إسبر في البنتاجون بعد هزيمة ترامب في الانتخابات.
وقال المسؤول الدفاعي الأمريكي إن الأمر صدر بضرورة استكمال الانسحاب بحلول 15 يناير كانون الثاني وهي نفس المواعيد النهائية لتقليص عدد القوات في أفغانستان والعراق.