أعلن رئيس مجلس السيادة عن تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية وهو قرار توج اتفاق بين أطراف الحكومة الانتقالية الأربعة ( مجلس السيادة، مجلس الوزراء، قوى الحرية والتغيير، الجبهة الثورية) وتم إجراء تعديل على الوثيقة الدستورية لاضافته للوثيقة وأقره لقاء مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء وأصبح قرارا شرعيا نافذا.
ظهور مجلس الشركاء هو ظهور طبيعي لأسباب متعددة أهمها أن اتفاقية السلام اضافت لاعب جديد في قمة الدولة هو الجبهة الثورية كما أضافت وثيقة جديدة يحتاج انزالها على أرض الواقع وتنفيذها إلى تكاتف جميع مكونات الحكومة الانتقالية التنفيذية والتشريعية والحاضنة السياسية، السبب الثاني هو الوجود المعيب لتحالف قوى الحرية والتغيير في الفترة الماضية من قمة السلطة، حيث كان التحالف رغم انه الحاضنة السياسية للحكومة الا انه موجود على هامش السلطة وكثيرا ما يتم تجاوزه في قرارات مصيرية يجب أن يكون له فيها رأي أساس، وبالتالي استعاد مجلس الشركاء للحاضنة السياسية موقعها الفاعل بصورة رسمية.
مجلس الشركاء سيضلع بتوفيق الآراء وضبط الأداء وحفظ التوازن بين مكونات الحكومة الانتقالية الأربعة( العسكر، مجلس الوزراء ، قحت ، الجبهة الثورية ) وبالتالي سيكون ذا قيمة مهمة جدا في الحفاظ على استقرار الفترة الانتقالية وضبط بوصلتها ومعالجة الاختلافات التي تنشأ بين مكونات الفترة الانتقالية الحاكمة، لذلك جاء تكوينه من قيادات الصف الأول في المكونات الأربعة دليلا على انه المرجع والملجأ لحسم اي اختلاف وخاصة في القضايا الكبرى.
المجلس بالطبع لن يتغول على صلاحيات الأجسام القائمة في الحكم، ولا هو بديل عن المجلس التشريعي، وإنما هو ( مسمار نص ) لتظبيط الفعل في الفترة الانتقالية ودعم الحكومة عبر منصة قيادية رفيعة للعبور بها فوق كل المطبات، لذلك ليس هناك داع للتشنج في استقبال تكوين هذا المجلس، ولا داع لاعتباره تغول عسكري كما يصور لذلك أعداء الحكومة الانتقالية من الكيزان والشيوعيين، الكيزان أطاحت بهم الثورة ويصرخون الآن من مجلس شركاء يقوي من فعل حكومة الثورة ويحصنه من الخلاف، بينما الشيوعيون خرجوا من قحت ووجدوا انفسهم في الهواء لذلك ينادون بالتصعيد عبر تجمع المهنيين الشيوعيين وعبر بعض لجان المقاومة التي اخترقوها يظنون انهم سيضحكون على الشعب السوداني و ( يسوقونه بالخلا ) ولكن نقول لهم ( هاا وييين يااا).
إدارة الحوار حول صلاحيات المجلس لضمان عدم تعارضها مع غيره من الأجسام الحكومية هو شيء إيجابي سواء صدر من حمدوك او بعض أحزاب قحت، فهي في النهاية غير مختلفة على وجود مجلس الشركاء وضرورته كما هي حال الكيزان والشيوعيين، لذلك على الجماهير أن تعيد التفكير في قيمة هذا المجلس الجديد وتعلم انه مجلس في صالح الثورة وفي صالح ضبط الحكم الانتقالي وتجويده.
sondy25@gmail.com