أكد مؤشر الإرهاب العالمي الصادر أخيرا أن تنظيم «داعش» الإرهابي يعمل بجد لنقل مراكز ثقله من سوريا والعراق إلى إفريقيا، وأشار إلى الزيادة الملحوظة في معدلات العمليات التي نفذها التنظيم في منطقة الساحل والصحراء، والتي زادت بنسبة 67% مقارنة بالعام الماضي، وأن نمو الجماعات المرتبطة بـداعش أدى إلى تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في بوركينا فاسو وموزمبيق والكونجو الديمقراطية ومالي والنيجر والكاميرون وإثيوبيا ونيجيريا. ويؤكد مؤشر الإرهاب مسئولية تنظيم بوكو حرام الإرهابي في نيجيريا ـ الذي بايع تنظيم داعش في 2015 وأطلق على نفسه ولاية غرب إفريقياـ عن سقوط 37 ألفا و500 قتيل منذ عام 2011، وقدر التقرير خسائر القارة خلال العقد الماضي نتيجة الإرهاب بأكثر من 171 مليار دولار. إن انتقال مركز ثقل داعش إلى إفريقيا لا ينذر فقط بحسب خبراء غربيين بتصاعد الإرهاب ضد الحكومات والشعوب الإفريقية، بل يتوقع أن يحول دول القارة إلى ساحات صراع دموية بين داعش وتنظيم إرهابي آخر هو القاعدة خلال الأعوام العشرين المقبلة، وهو ما سيجعل أبناء القارة من العاطلين والفقراء والمهمشين والمخدوعين وقودا لهذه التنظيمات. هذا التطور الخطير سيكون أكثر التحديات والمخاطر التي تحيق بالقارة، فهشاشة الأنظمة السياسية وازدياد معدلات الفقر والجهل والمرض والبطالة والفساد وفشل الحكومات في السيطرة على الحدود يعد تربة خصبة لبذور الإرهاب الشيطانية ، ويحتاج الآن بشدة إلى جهود متناسقة جادة ومقاربات شمولية لمواجهة تنامي الظاهرة المدمرة، التي ينبغي التصدي لها والقضاء عليها قبل استفحالها، الذي سيقضي على آمال الأفارقة في الاستقرار والتنمية، ويفتح الباب واسعا للتدخلات الدولية في شئون القارة.