يصر الحزب الشيوعي ومن خدعهم باعلامه على تسمية الأحزاب المشاركة في الحكومة الانتقالية بأحزاب الهبوط الناعم، ليس بفهم ثقافة الطيران التي أستلهم منها هذا المصطلح والذي يعني هبوط الطائرة بسلام، بل بفهم آخر خبيث يوحي بأنها أحزاب تبيع نفسها للمشاركة في السلطة الانتقالية، ومن المضحك ان الأحزاب المتهمة بالهبوط الناعم -حسب مفهوم الشيوعي- هي حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني وهي الأحزاب التي ظلت طيلة فترة الإنقاذ عصية على الإنقاذ ولم تشاركها طيلة الثلاثين سنة، بينما هبط الحزب الشيوعي بنعومة حسب فهمه في سلطة الإنقاذ وشاركها لاكثر من خمسة سنوات حسوما وتمرغ في برلمانها بأعتى كوادره وعلى رأسهم فاطمة احمد ابراهيم وفاروق ابو عيسى، فهل نسى الحزب الشيوعي تاريخه في مشاركة الإنقاذ ام تناسى؟!
يحاول الحزب الشيوعي ان يحدث الثوار دوما عن الشراكة مع العسكر بانها جريمة ناسيا انه شارك هؤلاء العسكر سنينا عددا في أوج سلطتهم وفي عهد وحشيتهم، يريد الحزب الشيوعي أن يقدم دروسا في السياسة الشريفة التي سقط فيها مرات ومرات لأحزاب سياسية لم تسقط أبدا وظلت لثلاثين سنة رافضة لمشاركة الإنقاذ التي شاركها الشيوعي وتمرغ في نعيمها، فإن كان الحزب الشيوعي يظن أن الأجيال الجديدة لم تكن متابعة للسياسة في الماضي ويريد أن يخدعها بأنه عدو الكيزان الأوحد فإن الملايين من السودانيين شاهدين على سجله المخزي بمشاركة الإنقاذ وسجله الأخزى بالانقلاب على الديمقراطية في عام ١٩٦٩، وهو سجل يجب أن يعرفه صغار لجان المقاومة ومنظمات أسر الشهداء ومصابي ثورة ديسمبر فهم جميعا حديثو عهد بالعمل السياسي وكثير منهم غير مطلع على تاريخ الأحزاب السياسية وسجلها السياسي، لذلك قد يشكل عليهم فهم من يثقون فيه ومن لا يثقون، فالتاريخ الحديث والقديم يثبت أن هناك جماعتين لا يمكن الوثوق بهما اطلاقا هما الكيزان والشيوعيين، فهما لا يعملان لمصلحة الشعب ولا الوطن وإنما يعملان لأحكام سيطرتهما على البلد سواء بالانقلابات او عبر اختراق منظومات العمل المستقل مثل لجان المقاومة والنقابات، وهي حقيقة للاسف تثبت أن هذا البلد لن يتعافى ما دام لهذه النوعية من الأحزاب الايدولوجية وجود وصوت.
لا مانع ان تخرج لجان المقاومة أو منظمة اسر شهداء ثورة ديسمبر او منظمة مصابي ثورة ديسمبر ضد الحكومة الانتقالية وتطالب بإسقاطها فهي لجان لا ممثل لها داخل الحكومة وليست لديها أجندة ولا مطامع في الحكم، ولكن عليها أن تحذر من السم الذي يدسه لها الحزب الشيوعي في دسم دعمها في مطالبها، فالشيوعي يستهدف تنفيذ مؤامرة كاملة إذ لديه عناصر عسكرية نائمة داخل القوات المسلحة وفي حركات الكفاح المسلح خارج السودان لديهم نقطة صفر معلومة للانقضاض على الحكم، وإذا كانت الحكومة الانتقالية وجيشها تعامل الجماهير وقوى الثورة بالاحترام والتقدير وتفسح لهم المجال للتعبير عن اراءاهم ومحاولة إسقاطها سلميا فإن الشيوعيين اذا استلموا السلطة سيشنقوا المحتجين في الشوارع كما يفعل عتاة الشيوعيين حول العالم، وسيدخل السودان نفق مرعب وسيعيد الشيوعيين حمامات الدم التي نفذوها في الجزيرة ابا في ١٩٧٠ وفي ودنوباوي وفي مذبحة بيت الضيافة، فليحذر الشباب المتحمس الذي يظن أن الشيوعي قريب اليه في الأهداف، فإن الثعبان لا يعرف سوى أهدافه الخاصة.
sondy25@gmail.com