من عجائب فلول الإنقاذ أنهم غاضبون من إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب.! مع أن الإنقاذ كانت تطالب بذلك. ومع أنها هي التي تسبّبت في إدراج السودان في القائمة وكانت (سبب الأذى).! فهي التي أدخلت البلاد في هذا التوصيف القبيح لمدى 27 عاماً من عمر الوطن وعمر سكانه الذين اندرج بعضهم بسبب هذه الأعوام من مرحلة الفتوة إلى مراحل الشيخوخة؛ ومن كان منهم في أواخر الشباب دلف إلى نهايات الكهولة؛ ومن كان في فترة المراهقة فاته قطار الزواج..
وملأت التجاعيد وجوه من كانوا في ريعان الشباب كما قال التجاني يوسف بشير لمحبوبته (لمَ لا يغذينا الهوى بلبانِه.. أنا في الشباب وأنت في ريعانِه).؟! وبلغ الأطفال خلالها عمر النبوة، ووصل المواليد الرضّع إلى سن فورة الشباب. ورحم الله من ماتوا تحت ظل هذه الوصمة وفي قلوبهم حسرات.! فهل رأيت (بالله عليك) بشراً مثل هؤلاء الإنقاذيين الذي امتعضوا و(لووا أعناقهم) غضباً من إزالة السودان من القائمة التي تسببوا فيها بتعاونهم مع الدواعش وعصابات الإرهاب عندما كانوا يتباهون بالمشاركة في العمليات الإرهابية في مناطق وبلاد و(بارجات) ليس للسودان فيها ناقة ولا بعير. فأهدروا موارد البلاد ومخصصات الخدمات وحقوق اللاجئين والنازحين وأفرغوا الخزينة من أجل تمويل القتلة والسفاحين وتدفقت أموال البلاد إلى جماعات حماس المرتاحة وإلى عصابات النصرة السورية والتنظيم العالمي للإخوان وأغدقوا أموال الشعب السوداني على الشيشان والبلوش والأفغان وغابت آثار السرقات المحلية. فماذا يصنع ديوان المراجع العام عندما يقول له لصوص الإنقاذ إنهم أرسلوا (إكرامية نقدية) إلى جماعة البغدادي وليس للإكراميات حساب ولا إيصالات.! هذا علاوة على ما ضاع على السودان من أموال وإعانات واستثمارات ومن محاصرة للصادرات وحرمان من التقنية والواردات. ومن تخفيضات الديون وحقوق السحب الخاصة بما لا يقاس من المليارات بالعملة الصعبة. دع عنك الإذلال الذي كان يشعر به السودانيون الطيبون من دمغ بلادهم بالإرهاب ومن حرمانهم من دخول بلاد العالم و(الشحططة) في المطارات.!
هل رأيت المرارة التي انطلقت من الفلول في الأسافير والصحائف تجاه انعتاق السودان من قائمة الإرهاب التي صنعوها ولحسوا أحذية أمريكا من أجل إخراجهم منها وقدموا (إخوانهم في الجهاد) قرباناً للمخابرات الأمريكية في الرحلات الماكوكية الشهيرة. بل إنهم اعترفوا (بعضام ألسنتهم) أنهم فعلوا كل مطلوبات أمريكا (التي دنا عذابها) ولكنها ترفض رفع اسم السودان من القائمة لأنها تخشى من المشروع الحضاري ومن الإرادة المستقلة للإنقاذيين ووقوفهم ضد الغرب.! وعندما تم الآن إزالة السودان من القائمة وقع عليهم الخبر وقع الصاعقة لأنهم في خصومة مع الشعب ولا يريدون به خيراً ولا للوطن. فهم على عقيدة تنظيمهم العالمي لا يعترفون بدولة ولا وطن. وهكذا كان ينشد منشدوهم بتسفيه الأوطان في شعارات جنائزية ميلوديتها الأساسية (فلترق كل الدماء).!
من المؤكد حسب عادة وعبادة صحفيي الفلول (على غرار الخبير الوطني) أنهم سوف يسارعون عبر لفة الكلاكلة إلى انتقاد وتبخيس قرار إزالة السودان من القائمة ولن يعدموا الولولة بأحاديث الجهل والحقد بالرغم من موجة الترحيب الواسعة التي صدرت من مختلف دوائر العالم السياسية والحقوقية ودوله شرقاً وغرباً ومنظماته الإقليمية والعالمية والأممية. ولكن ماذا تفعل بالإنقاذيين وقد مسخهم الله هكذا؛ كارهين لكل أمر يفرح به السودانيون؛ مهللين في أيام خرابه وبؤسه، وباكين في مسراته وعرسه. الله لا كسب الإنقاذ.!