المسارات المكونة نقطة البداية لشرذمة الدولة السودانية
الكنابي فرضت “حاجاتها ” في عداء واضح لا يخفى عن العين
حركات الكفاح المسلح تمثل تهديد بالنسبة لاهلنا في الشمال ونحن لا نغلف الاشياء
اكد د. عبد الرحمن عيسى مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان قيادة د. الريح محمود جمعة للشباب والطلاب أن اقصاء بعض الحركات في اتفاقية السلام بجانب الانشقاقات في الحركات الاخرى ستؤدي لانزلاق اقليم دارفور، وابان ان تتبع خطوات الانقاذ بدقة لامتناهية سيغرق السودان في وحل الفتن والكوارث، وطالب بضرورة الجلوس على الارض لمناقشة القضايا بروح وطنية ترضي الجميع.
واضاف عيسى في حوار لـ”التحرير” حول مسارات وحركات الكفاح المسلح، يشهد الوطن الان عملية بناء جديدة تتطلب تشابك كل الايادي باخلاص وضمير وطني دون اقصاء وممارسات استعلائية والنظر الى الاكثرية والاقلية.
نص الحوار
ما رؤيتك حول تكوين المسارات ؟
ـ لديا تحفظات منذ البداية حول المسارات التي تم تشكيلها، بل حتى على مستوى منصة التفاوض بغض النظر عن حقيقة نواياهم، باعتبارها بداية الطريق لشرذمة الدولة السودانية واكمال لما صنعته حكومة الانقاذ، من تقكيك للحمة التماسك ما بين مكونات الامة السودانية المختلفة خصوصا ان السودان عباره عن تركيبة قبليات متعددة وسائد فيه نظام القبيلة بشكل كبير جدا وما زال متحكماً على عقلية الكثيرين، فوجود ذلك في اتجاهات جغرافية مختلفة وعندما عملية اقفال لمسارات التفاوض في الشمال والوسط ودارفور و الحركة الشعبية بالنيل الازرق وبعض من مناطق جبال النوبة هذا يؤكد ان المسلك من بدايته خطأ، وقلنا هذا الكلام مرارا وتكرارا لانه يقود لهتك النسيج الاجتماعي وتسالنا لماذا لا تصاغ قضية الوطن بشكل متكامل وللاسف الشديد لم نجد إجابة ، وكل ما تكهنا به حقيقة ظهر امام الجميع وليست بعيد عن الناس الارواح التي زهقت في شرق السودان مابين مكونات تعايشت لفترة طويلة مع بعضها البعض بسبب اتفاق السلام وهو ما يتعلق بمسار الشرق وصراعات ناس خالد شاويش والامين داود ومجموعة الناظر ترك والناظر جبن وطفت الى السطح بوادر سيئة جدا فيها نوع بعدم القبول بالاخر ونعوت لم تكن موجود في داخل الدولة، ابرزها في السطح تفضيل فئة على فئة اخرى في ما يسمى باتفاق السلام، بنفس الاستراتيجية حدث تململ في الوسط، والان نحن في الوسط ننظر لمسارين ليست مسار واحد بقيادة التوم هجو، لان الوسط متمثل من القرى وبعض المدن الكبيرة التي تضم سكان القرى وسكان الكنابي او هامش المدن وغيرها، فكلهم مترابطون مع بعضهم البعض بشكل او بآخر ، فالان حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني بها مجموعة تسمى بمؤتمر الكنابي بقيادة د. جعفر محمدين والكنابي جزء من الوسط فرضت حاجاتها في عداء واضح لا يخفى عن العين مع برنامج مسار الوسط، حتى مسار الوسط ذات نفسه وجد اعتراض من ما يسمى بتحالف الوسط وقد برزت فيه المكونات القبلية بشكل واضح منها مكون قبيلة الكواهلة وبعض الاحزاب السياسية الاخرى وربما توجد بداخله منظومات المؤتمر الوطني خاصة ان قادة مؤتمر الكنابي يمثلون جزءاً من مكونات المؤتمر الوطني ومنهم د. جعفر محمدين كرئيس وهو من قيادات المؤتمر الوطني ونملك الاثباتات التي تؤكد حديثنا فحتى العام (2017م) خاطبوا هم كقيادات للمؤتمر الوطني والكنابي د.محمد طاهر ايلا والي الولاية انذاك لبعض القضايا الخدمية والمستندات موجودة هو ومعه عدد من الاشخاص امثال مصطفى ضيف الله بحر وغيره وهذا يؤكد ان الطريق فيه الكثير من الاشواك
برائيك هل ستعالج اتفاقية السلام قضية الكنابي؟
ـ بالتاكيد التحديات التي ستواجه الوسط اكبر ، فالآن الكل يعمل للاطاحة بالاخر اذا تعدى عليه ، فغاية واهداف تحالف الوسط الان كجسم مناهض لما يسمى بمؤتمر الكنابي الذي يستمد قوته من حركة مناوي بلا وعي وقد اعطي وعود جوفاء بانه سوف يدعم وسيقف معهم علما ان قضية الكنابي قومية تعنى بالدولة السودانية بشكل كامل وانسان الجزيرة بشكل خاص ومعالجتها لا تتم عن طريق اتفاقية السلام ودعم حركات الكفاح المسلح لانها ستحول القضية الى بارود سينفجر في وجه انسان الجزيرة متى ما حدث اي نوع من الاخفاق من اي طرف مثلما حدث في شرق السودان.
وماذا عن مسار الشمال وغرب السودان ؟
ـ بنفس الاستراتيجية حدثت في مسار الشمال صراعات ـ والان يرى اهلنا في الشمال ان حركات الكفاح المسلح تمثل تهديد بالنسبة لهم ، فحن لا نغطي الاشياء لان الزمن كفيل بان يكشفها بالتالي الوضع الان عبارة عن كومة قش تحتها اعواد من نار يشتعل اليوم او غدا لا اعلم ولكن الحذر ثم الحذر ، اما مسارات غرب السودان المتعددة فقد اقصى ما تم في اتفاق دارفور بالتحديد جزء كبير من مكوناتها ، فاذا حسبنا ان المكونات العربية في دارفور هي المستفيدة او جزء منها في شخصه محمد حمدان دقلوا ممثل مكون معين من المكونات العربية الموجودة هناك والان يمثل نائب رئيس مجلس السيادة وفي شركاء الفترة الانتقالية ايضا من الملاحظ استطاع ان يخترق القائمة بتقديم اخاه عبد الرحيم دقلوا نبارك بشكل او باخر المملكة الجديدة ، ولكن اشير ان هناك مكونات من القبائل العربية لا يعجبها ذلك على راسها مكون المحاميد الذي يضم عدد كبير من قيادات مجلس الصحوة العربي
وما هو موقف المكونات الزراعية في دارفور من اتفاقية سلام جوبا ؟
ـ طبعا من وقع على الاتفاق الطاهر حجر يمثل مكون وجبريل ابراهيم يمثل نفس المكون الذي يمثله حجر ، مني اركو مناوي يمثل المكون ذاته ، اذن ثلاثة من ابرز قيادات حركات الكفاح المسلح الممثلة لمسار دارفور تنتمي لكيان قبلي واحد ، مع العلم انهم لم ياخذو الشرعية من الاهالي لتمثيل الكيان ، بالتالي تم عزل عدد كبير جدا من القبائل التي ناضلت وقدمت شهدائها على سبيل المثال في غرب دارفور يوجد ممثل وهو محجوب خميس ابكر في تحالف من التحالفات الموقعة على سلام جوبا ولكن هل خميس يمثل كافة شرائح او مكون غرب دارفور؟ ، بالتاكيد ما حدث من اقصاء للقائد منصور ارباب في حركة العدل والمساوة الجديدة وهو يمثل ابن من ابناء دارفور يحتاج لوقفة كذلك ما تم من ممارسات ووضع العراقيل امام حركة جيش تحرير السودان بقيادة د.الريح وهو من ابناء غرب دارفور ايضا يثير الكثير من الاستفهامات الى ذلك نجد مكونات الحلو وعبد الواحد وغيرها في مناطق اهالينا الملوب والبرتي والتنجو وغيرهم ، مكونات دارفور الا من رحمه الله ممثلين في هذا العبث لكن السواد الاعظم الان خارج اللعبة يراقب في صمت له ما بعده ربما يعيد اقليم دارفور لمربع
اسوا من العام (2003ـ 2004م) بداية انطلاق الشرارة، اذن لابد من المعالجات ؟
ـ نعم .. الوطن الان في عملية بناء جديد فاذا تضافرت فيه كل الايدي باخلاص وضمير وطني دون اقصاء وممارسات استعلائية والنظر الى الاكثرية والاقلية في تقديري ربما ننتج وطن جديد باحساس ومفاهيم جديدة تقبلنا جميعا ، ولكن طالما اننا مصرين على نتتبع خطوات الانقاذ بدقة لا متناهية سنغرق في وحل الفتن والكوارث فالان معالجة القضايا الوطنية داخل السودان لا تتم بالشكل المريع الاني ولا عبر عملية ارضاء فيئة على اخرى بالتالي نحتاج للجلوس في الارض ومناقشة القضايا بروح وطنية واعيب على البعض رؤيتهم اتجاه المحاسبة الشخصية ،وفي تقديري لا يوجد اتجاه في السودان تضرر من نظام الانقاذ مثلما تضرر اهالي دارفور ، ودعيني اقول عندما تكون مصلحة الوطن هي المقياس والمعيار فنحن على استعداد ان نتسامى فوق الصغائر وترك الخلافات لصناعة وطن يسع الجميع وصادقين في ذلك على ان نستصحب في هذا الذين كانوا جزء من نظام الانقاذ، بمعنى اننا لن نثير حربا ايدلوجية على الاطلاق بيننا والاخرين لقناعتهم بان الانقاذ نظام غير جيد واقول اذا طبق ما وضعته الانقاذ على ارض الواقع لكانت حتى اللحظة الحالية صاحبت القدح المعلى من ما يؤكد ان اشكال الدولة السودانية في التشخيص لم يكن سليم كذلك العلاج بالتالي حدث ما حدث ويجب ان نشابك ايادينا شريطة ان لا يكون ذلك خصما على قضايا شخص اخر .